وأكد المتدخلون خلال جلسة في إطار هذ اللقاء المنظم حول موضوع ” ديناميات الهجرة في إفريقيا واقع الحال والتحديات” ، على أهمية إعداد التصورات الأولى لأجندة افريقية للبحث الأكاديمي حول الهجرة تدمج مختلف التخصصات وتشرك مختلف الأطراف المعنية.
وبعد أن سجلوا النقص الحاصل على مستوى الاحصائيات والأبحاث الأكاديمية حول الهجرة بإفريقيا ، أبرز المتدخلون أن البحث حول الهجرة سيمكن من الاستغلال الجيد لجميع آثارها على المديين القصير والطويل ويتيح فهما أفضل لواقع الظاهرة والتفاعل معها.
وأكدت ممثلة اليونسكو بمنطقة المغرب العربي السيدة غولدا الخوري، أن البحث العلمي حول الهجرة من شأنه أن يمكن من الوقوف على تأثيراتها على المدى القصير وأيضا على المدى الطويل، مبرزة ضرورة اعداد برنامج للبحث الافريقي حول هذه الظاهرة.
وقالت إن البلدان الافريقية التي لديها رؤية خاصة حول الهجرة يمكن أن تصطلع مستقبلا بدور هام في مجال تدبير حركية هذه الظاهرة وتداعياتها على التطور السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والحضري للمجتمعات.
ونوهت السيدة غولدا الخوري، بجميع المبادرات الاستراتيجية للمجلس الوطني لحقوق الانسان التي تبناها حول قضية الهجرة بالمغرب، مؤكدة أن منظمة اليونسكو تتقاسم مع المجلس الوطني لحقوق الانسان هدف تشجيع ودعم ديناميات البحث الأكاديمية حول الهجرة بافريقيا.
أما ممثلة المنظمة الدولية للهجرة السيدة تيريزا بوتيلا، فسجلت ، بدورها، أن جمع المعطيات حول الهجرة سيمكن من تعزيز الفهم حول حقيقة هذه الظاهرة والعمل الذي سيتلو ذلك، داعية إلى النهوض بالجوانب الايجابية للهجرة وبلورة استراتيجية مشتركة لتحسين المعطيات حول هذا الموضوع.
من جهته، أبرز السيد محمد شرف ، الأستاذ الباحث في الجغرافيا بجامعة ابن زهر بأكادير ، أن ظاهرة الهجرة تطرح العديد من التحديات غير أن الحكامة الجيدة تبقى حاملة للعديد من الفرص الحقيقية بالنسبة لبلدان الأصل وكذا العبور والاستقبال.
وأشار إلى أن القارة الإفريقية تضم حوالي 13 في المائة من مجموع المهاجرين مع العلم أن عدد المهاجرين بإفريقيا شهد خلال 10 سنوات تطورا ب67 في المائة بارتفاع جد مهم مقارنة مع المسجل بباقي القارات.
وأبرز من جهة أخرى، أن المغرب تبنى سياسة للهجرة مرتكزة على نهج إرادي ومتفرد على المستوى الإفريقي ، وقد كان لها صدى كبير وجد ايجابي في وسائل الاعلام ولدى المسؤولين السياسيين الأفارقة والدوليين.
من جهته، أكد الأستاذ بجامعة بو (فرنسا) جمال بويور ، أن تحويلات المهاجرين تعد أكثر فعالية من المساعدة على تحقيق التنمية لكونها توجه مباشرة للعائلات.
وأشار إلى أن هذه التحويلات المالية للمهاجرين تساهم في تحقيق التماسك الاجتماعي ، وتشجع على الاستهلاك والنمو الاقتصادي ببلدان الأصل ، ولها أثر ايجابي على القطاع المالي واقتصادات بلدان الأصل.
وأضاف أن النمو الديموغرافي بإفريقيا يتم استغلاله من طرف الحركات الشعبوية بأوربا من أجل تبرير العنصرية ومعاداة الآخرين.
وتميز هذا اللقاء، المنظم بشراكة مع مكتب اليونسكو بالمغرب، وجامعة محمد السادس المتعددة التقنيات ببنجرير ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وسفارة فرنسا بالمغرب، بمشاركة حوالي 40 باحث يمثلون 17 دولة ( اسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، البنين، إفريقيا الجنوبية، تانزانيا، السينغال، فرنسا، الكاميرون، كومبودجيا، كندا، كينيا، لبنان، مالي، المغرب ، النيجر، والولايات المتحدة الأمريكية.
وتروم هذه الندوة تحليل التحولات الديناميكية للهجرة واعداد المرحلة الأولى لأجندة افريقيا للبحث الأكاديمي حول هذه الظاهرة.
وتناول المشاركون خلال هذه الندوة مواضيع همت على الخصوص ” حركة ودينامية الهجرة بافريقيا” و” المجالات ودينامية الهجرة” و” افريقيا ولاجئيها” .