وأوضح المالكي خلال مباحثاته مع وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبراد أول أمس الجمعة بمكسيكو، أن المغرب يعتبر المكسيك بلدا له سيادته وحريته الكاملة في التعامل مع القضايا الدولية، داعيا إياها إلى ضرورة قراءة الوضع الدولي والاقليمي و”تجاوز نظرة سبعينيات القرن الماضي وما أفرزته الحرب الباردة من نتائج وخيمة على استقرار وأمن البلدان ووحدتها”.
وذكر بلاغ لمجلس النواب اليوم الأحد أن المالكي، الذي كان مرفوقا خلال هذا اللقاء بمحمد شفيقي سفير صاحب الجلالة بالمكسيك، أكد أن المغرب “ما فتئ يدعو الى حوار ثنائي مغربي جزائري بناء ومسؤول يساعد على توفير شروط الاندماج والتكامل الإقليمي لبلدان المنطقة”، معبرا عن يقينه بأن “الديبلوماسية المكسيكية تنهج الحوار والانفتاح من اجل الوصول الى الحقائق، ولها كامل السيادة في قرارها الداخلي”، ومتمنيا مواصلة الحوار بين الطرفين.
وأضاف البلاغ أن رئيس مجلس النواب أكد أن في هذا الصدد أن المغرب يعتبر الولايات المتحدة المكسيكية دولة صديقة جدا للمملكة المغربية، لما يجمع بينهما من قيم مشتركة وتطابق لوجهات النظر في عدد من القضايا الدولية من قبيل التعاطي مع مشكل الهجرة والتقلبات المناخية وغيرها.
وأوضح أن المغرب أقدم منذ 2013 على نهج سياسة للإدماج القانوني للمهاجرين من جنوب الصحراء بالمجتمع المغربي، مسجلا أن “المملكة المغربية هي البلد الوحيد بالمنطقة الذي يطبق هذا النوع من الانفتاح والإدماج، ويعتبره واجبا إنسانيا وحقوقيا وينسجم مع السياسة العملية والواضحة للمغرب في التعاون جنوب-جنوب، بسلوك جديد وبشكل متعاون ومتبادل ومتكامل في المصالح”.
ومن ناحية أخرى، أشار المالكي الى أن المغرب يعتبر أمريكا اللاتينية قارة صاعدة وواعدة تتوفر على إمكانيات هائلة ومتجهة نحو المستقبل، وتعتبر المكسيك بوابة لهذه القارة، والمغرب بوابة لأفريقيا وهو أمر ، يضيف المالكي، مهم في الرؤية الجيو-استراتيجية من أجل التفكير في مزيد من فرص التعاون الاقتصادي، والتجاري والسياسي، منوها بالمسلسل الديمقراطي الذي عرفته المكسيك من خلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة .
من جهته، ذكر وزير الخارجية المكسيكي بأنه تم التنسيق بين البلدين بشكل جيد في مجموعة من المواضيع والاهتمامات الدولية، مؤكدا أن المكسيك بقيادة الرئيس المنتخب الجديد، ستدخل منعطفا جديدا عبر سياسة عمومية تحفز الاستثمار القوي، وف ي نفس الوقت تهدف الى البحث عن تقوية شراكاتها الاقتصادية وتبادلاتها التجارية مع اصدقائها، ومن ضمنها المغرب، كما سيواكب ذلك، يقول أوبرادور ، “مراجعة مجموعة من المقاربات المرتبطة ببعض القضايا الدولية والإقليمية”.
ودعا الى مواصلة الحوار وتكثيفه مع مختلف الفرقاء الدوليين، مشيرا إلى أنه سيحمل كل هذه الأفكار الى فخامة الرئيس المكسيكي الجديد والذي “ستكون له بصمته في بلوة رؤية جديدة على ضوء المستجدات والتحولات الراهنة”.