وأضاف الأعرج، في كلمة خلال أشغال المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة، أن اعتماد هذا القرار يأتي ردا على الانتهاكات الجسيمة والمحاولات المستمرة لإسرائيل لتهويد القدس الشريف وفرض واقع يقوض كل فرص تعزيز السلم بالعالم، مشيرا إلى أن استهداف التراث الحضاري والثقافي للقدس يعتبر استهدافا للتراث الإنساني برمته.
وأبرز أن اختيار موضوعي “حماية التراث الحضاري في القدس الشريف” و”مسار المنامة” لتفعيل العمل الثقافي الإسلامي المشترك لمواجهة التطرف والطائفية والإرهاب، كوثيقتين رئيسيتين لهذا المؤتمر الاستثنائي يعتبر “اختيارا موفقا” لكونه يأتي في ظرفية أصبحت فيها الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على تراث القدس الحضاري باعتباره تراثا إنسانيا حيا، ولتعزيز العمل الإسلامي المشترك لمواجهة أخطار التطرف والطائفية والإرهاب.
وأشاد الوزير بالمجهود الكبير الذي قامت به المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” على مدى العقدين الأخيرين ، من خلال رسم خارطة طريق واضحة، تعطي الفرصة الحقيقية للسياسات الوطنية للتعامل البنيوي الشامل في مواجهة آفات الإرهاب والتطرف، والحفاظ على التراث المقدسي، داعيا، في هذا الصدد، منظمة (الإيسيسكو) إلى صياغة وثيقة جامعة لكافة الوثائق المرجعية المتعلقة بهذا المجال وفق استراتيجية تسهل استرشاد السياسات الوطنية بروح ماورد في مجمل هذه الوثائق.
وأكد الأعرج، في هذا الإطار، أن صاحب الجلالة الملك محمد الساس يبذل كل الجهود في سبيل الدفاع عن القدس وتراثها الحضاري في مواجهة أخطار التطرف والإرهاب، منوها، في بإشادة المجلس الاستشاري (للإيسيسكو) بالدور الفاعل والإنجازات الكبيرة التي حققتها لجنة القدس الشريف برئاسة جلالة الملك في حماية التراث الثقافي والحضاري لهذه المدينة المقدسة ودعم مؤسساتها ذات الصلة.
من جهة أخرى، أكد الأعرج أنه بالإضافة إلى المقاربة الأمنية الاستباقية التي يسلكها المغرب في محاربة التطرف والإرهاب فإن هناك سياسات أخرى تتبعها المملكة في مكافحة هذه الظاهرة، والتي تكمن ، أساسا، في إصلاح الحقل الديني وتعزيز توازن التنمية المجالية وتوسيع قاعدة إعمال البعد التشاركي للمواطنين.
يذكر أن وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج يشارك على رأس وفد هام في المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة الذي بدأت أشغاله صباح اليوم الخميس في المنامة تحت شعار “جميعا من أجل حماية التراث الإنساني ومواجهة التطرف”.
ويروم هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه العديد من الخبراء، وممثلي المنظمات العربية والإسلامية والدولية المهتمة بالعمل الثقافي، مناقشة عدد من الوثائق والمشاريع الثقافية المهمة، منها تقرير المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي في دورته السادسة عشرة، ومشروع برنامج عمل بشأن تعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على التراث الحضاري والثقافي في القدس الشريف، ومشروع “مسار المنامة” لتفعيل العمل الثقافي الإسلامي المشترك لمواجهة التطرف والطائفية والإرهاب.