وأوضح السيد الدردوري في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الدورة الثامنة من قمة “أفريسيتي” المنظمة بمراكش من 20 إلى 24 نونبر الجاري، أن هناك عدد مهم من الشباب يطمحون إلى إحداث مقاولتهم الخاصة للاندماج في الاقتصاد الوطني، مشددا على ضرورة مواكبة وتوجيه هذه الفئة لكي تكون مؤهلة للولوج إلى سوق الشغل، وذلك بشراكة مع كل المؤسسات المعنية وباعتماد كل الآليات الضرورية في هذا المجال.
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة ستعرف تنفيذ حكامة متجددة تكون مصدر للتقارب والنجاعة والابتكار، موضحا أنه سيتم إرساء لجن محلية على مستوى الأوساط والجماعات المحلية لمواكبة أولئك الشباب، وذلك بمشاركة المنتخبين وفاعلي المجتمع المدني ومختلف الشركاء المعنيين، والهدف المتوخى هو القيام بتشخيص على المستوى المحلي.
وأبرز السيد الدردوري في هذا الصدد، أنه سيتم إحداث لجنة إقليمية على مستوى العمالات والأقاليم، تشمل كل المتدخلين، ضمنهم النسيج الجمعوي والمنتخبين، والفاعلين المحليين، وممثلي الإدارات بهدف إعداد برامج متعددة السنوات لفائدة الشباب، تمتد على المدى المتوسط والبعيد.
وأضاف أنه بما أن المغرب يتوفر على تجربة رائدة في مجال الجهوية المتقدمة، سيتم إخضاع هذه البرامج إلى اللجان الإقليمية المكلفة بتقارب السياسات العمومية على المستوى المحلي.
وأشار السيد الدردوري إلى إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية المستدامة الرامية إلى تحقيق اندماج سوسيو اقتصادي، وهو ما جعلها منصة مهمة للتنمية البشرية في المغرب، مسجلا أن قمة (أفريسيتي 2018) تشكل مناسبة لتقديم التجربة المغربية في مجال التنمية البشرية بهدف تقاسمها مع الدول المشاركة.
وكان السيد الدردوري قد قدم، يوم أمس، خلال ورشة في إطار (أفريسيتي 2018)، الخطوط العريضة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعتبر فاعلا أساسيا للتنمية في المغرب.
وتتمحور هذه المرحلة، التي تغطي الفترة 2019-2023، حول هدفين وأربعة برامج استباقية، تتطرق كل منها إلى العقبات الرئيسية أمام التنمية البشرية في المغرب، مع التركيز، على الخصوص، على دعم التنمية البشرية للأجيال الصاعدة، من خلال الاستثمار في الرأسمال البشري منذ المراحل المبكرة لنمو الفرد.
وتركزت مداخلة السيد دردوري على الجوانب المبتكرة للمرحلة الثالثة، لاسيما برامجها الجديدة الموجهة لتحسين مرحلة التعليم الأولي والإدماج الاقتصادي.
وسيواصل البرنامجان الأولان دينامية اللحاق بالركب التي بدأت خلال المرحلتين الأولى والثانية من المبادرة للحفاظ على الكرامة وتحسين الظروف المعيشية للأكثر هشاشة.
وسيركز البرنامجان الثالث والرابع على بناء المستقبل من خلال التصدي المباشر للعقبات الرئيسية أمام التنمية.
وسيتم تطوير اثنين من الوسائل الجديدة لتعزيز فعالية البرنامج، إذ يتعلق الأمر باستخدام السجل الاجتماعي الوحيد من أجل تحسين استهداف المستفيدين، وكذا إحداث بنك للمشاريع الذي من شأنه تسهيل تمويل وتقاسم الكفاءات بين الفاعلين الخواص والمجتمع المدني والحاملين للمشاريع على مستوى الرهانات التي تهتم بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.