Site icon الحدث جريدة ا خبارية

مصطفى الخلفي: هناك حاجة متزايدة لاستيعاب الأبعاد والأسباب العميقة لتنامي ظاهرة الهجرة بإفريقيا

أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، اليوم الجمعة بمراكش، أن هناك حاجة متزايدة لاستيعاب الأبعاد والأسباب العميقة لتنامي ظاهرة الهجرة، خاصة على المستوى الإفريقي.

وأضاف في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الثانية لندوة حول ” الهجرة، السلم والأمن بشمال افريقيا ومنطقة الساحل”، المنظمة على مدى يومين بمبادرة من المعهد الافريقي لبناء السلم وتحويل النزاعات ، أن هذه الظاهرة أصبحت اليوم مطروحة بحدة لعلاقتها بعدد من الاشكاليات ذات الصلة بالتنمية والسياسة والثقافة والجانب الاجتماعي.

وقال الوزير إنه بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، طرح المغرب هذا الموضوع على المستوى الافريقي من أجل بلورة أجندة إفريقية لهذه الاشكالية، مشيرا إلى أنه لمواجهة هذه الظاهرة وفهمها يتعين الأخذ بعين الاعتبار الأشكال الجديدة لتنامي الهجرة والتحديات المطروحة على مستقبل القارة.

وذكر الخلفي ، في هذا السياق، بأن المغرب يعد البلد الافريقي الوحيد الذي يتوفر على سياسة للهجرة همت تسوية الوضعية غير القانونية لحوالي 50 ألف مهاجر معظمهم من بلدان افريقيا جنوب الصحراء، وتخويلهم الاستفادة من خدمات تشمل على الخصوص الصحة والتربية والشغل.

وأشار ، من جهة أخرى، الى أن هذا اللقاء يشكل أرضية لفتح النقاش ودراسة أسباب تنامي ظاهرة الهجرة وتقييم السياسات المتعلقة بهذا الموضوع، مبرزا أن المجتمع الدولي يعتبر مشكل الهجرة مشكلا إفريقيا.

من جهته ، أكد رئيس المعهد الافريقي لبناء السلم وتحويل النزاعات السيد محمد أحمد غين، أن اختيار مراكش لعقد هذه الندوة لم يكن اعتباطيا، وإنما يندرج في سياق احتضان المدينة الحمراء للمؤتمر الدولي حول الهجرة الذي ستنظمه منظمة الأمم المتحدة خلال دجنبر المقبل. وأبرز أن وجهات النظر بشأن موضوع الهجرة تختلف بين من يعتبر هذه الظاهرة رافعة للنمو ومصدر غنى، ومن يثير الاشكالية السوسيو اقتصادية المرتبطة بهذه الظاهرة، مسلطا الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه منطقة شمال افريقيا والساحل بسبب الهجرة. وأضاف أن الوضعية الجد حساسة التي تثيرها حاليا هذه الظاهرة، والتي تزداد تفاقما، تستدعي العمل على وضع مقاربة جديدة، من أجل معالجة القضايا المتعلقة بالهجرة.

من جانبه، أشار مدير مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية- شبكة إفريقيا لارساء السلم السيد سيريل أوبي، إلى الأهمية يكتسيها هذا اللقاء الذي ينعقد “في وقت مهم ببلد ذي موقع جيو-استراتيجي متميز يربط بين افريقيا وأوربا”.

وأكد في هذا السياق، أنه بعد عودتها الى حظيرة الاتحاد الافريقي، باشرت المملكة عدة مبادرات وفتحت نقاشات، وأوراشا لبلورة الأفكار ذات الصلة بموضوع الهجرة، بغرض ايجاد الحلول الكفيلة بمعالجة المشاكل المرتبطة بالظاهرة.

وبعد أن تطرق للعلاقة القائمة بين الهجرة والسلم والأمن، أكد على ضرورة أخذ المشاكل والتحديات التي تفرزها ظاهرة الهجرة، بعين الاعتبار .

تجدر الإشارة الى أن هذه الندوة، المنظمة بشراكة مع مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية- شبكة إفريقيا لارساء السلم، والوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، تتميز بمشاركة خبراء ومسؤولين بهيآت حكومية وغير حكومية، وجامعات ومنظمات إقليمية ومتعددة الأطراف، لمناقشة التحديات التي تطرحها الهجرة بشمال افريقيا ومنطقة الساحل.

ويشكل هذا اللقاء أرضية لدراسة أثر تدفق المهاجرين على المستوى الأمني بمنطقة شمال افريقيا وبلدان الساحل، علاوة على تقييم المقاربات المتعامل بها حاليا، وطرح أفكار جديدة ومناقشة كلفة واستدامة ونجاعة السياسات والتطبيقات الخاصة بتدبير الهجرة، من ضمنها مراقبة الحدود، والسياسات العمومية، والمبادرات الاقليمية. يذكر أن أشغال هذه الندوة ستتوج بمجموعة من التوصيات التي ستعمل على اغناء النقاش خلال المؤتمر الدولي للأمم المتحدة حول الهجرة، المقرر عقده في دجنبر المقبل بمراكش.