Site icon الحدث جريدة ا خبارية

اليوم العالمي للقلب: مناسبة سنوية لزيادة مستوى الوعي بالعوامل المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية

بحلول سنة 2030 ، سيفارق الحياة ما يقرب من 23.6 مليون شخص جراء إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية ، وخاصة أمراض القلب والسكتة الدماغية، وذلك وفق توقعات تثير قلق الاتحاد العالمي للقلب ، الذي يخلد يوم 29 شتنبر من كل سنة اليوم العالمي للقلب.

فتحت شعار “قلبي، وقلبك ، لنقطع الوعد “، يأمل الاتحاد العالمي للقلب في إرساء التزام يهم جميع دول العالم من أجل مكافحة مرض القلب الذي يعد “السبب الرئيسي للوفيات في العالم،” وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ومن أجل تركيز وتوجيه النقاش والأنشطة خلال هذا اليوم العالمي، تم تحديد موضوع “لنطالب سكان العالم بالالتزام بالوعد.. لأجل قلبي، وقلبك، ولقلوبنا جميعا” .

ووفقا لزينب العمراني، طبيبة متخصصة في أمراض القلب بالدار البيضاء ورئيسة الجمعية المغربية لأمراض القلب، فإن “الالتزام ضد الأمراض، هو أولا التزام للإنسان من أجل ذاته ، من خلال تجنب أسباب هذه الأمراض، وتناول الدواء، ومراجعة الطبيب بانتظام … يجب أن يبدأ الإنسان بنفسه ، لأن الجميع مسؤول عن صحته، ولأن الوقاية أفضل من العلاج “. وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أن التدخين وعدم ممارسة نشاط بدني وسوء التغذية واستهلاك الكحول تبقى من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل، وفقا لتعريفها الخاص، “مجموعة من الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية ، مثل الشريان التاجي ، والأوعية التاجية ، وأمراض القلب الروماتيزمية وغيرها من الحالات “.

وإذا كانت الأزمات القلبية والسكتات الدماغية هي أكثر علامات الإصابة بأمراض القلب شيوعا على مستوى العالم ، فإن ارتفاع ضغط الدم هو أكثر عوامل الخطر شيوعا في إفريقيا ، وفقا لأحدث إحصاءات منظمة الصحة العالمية ، مع حجم انتشار يقدر بحوالي 20 مليون شخص في المنطقة.

وتشير نفس الإحصائيات إلى أن حوالي 80 في المائة من الوفيات المرتبطة بهذه الأمراض تحدث في البلدان منخفضة الدخل، حيث الوسائل التقنية والبشرية والمالية ليست في مستوى التكفل بأعباء المرض. غير أن هذه الوفيات تعود أيضا بحسب الدكتورة زينب العمراني إلى “نمط العيش السيء وقلة الوعي بخطورة هذه الأمراض”.

وأشارت الدكتورة العمراني في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أنه وفي ضوء هذه الإحصاءات، يبقى دور مهنيي الصحة جد مهم، لأن “الالتزام يجب أن يتم أيضا على مستوى الهيأة الطبية”، مؤكدة على أن “الطبيب أيضا يجب أن يلتزم تجاه مرضاه وإزاء العموم بشكل عام ، وذلك من خلال تكوين طبي جيد ومستمر “.

وفي المغرب، تعد الجمعية المغربية لأمراض القلب إطارا مرجعيا في هذا المجال ، حيث أكدت الدكتورة العمراني أن هذه الجمعية التي تضم أطباء القلب وجراحي القلب والأوعية الدموية، تحرص على توثيق العلاقات بين أعضائها وتعمل من أجل تطوير طب القلب على الصعيد الوطني ، والمشاركة في التربية الصحية والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ، مشيرة إلى أن برامجها للتكوين تستهدف الأطباء الخواص أو العاملين على مستوى المستشفيات. وفي كل سنة ، تمثل الأيام الوطنية للجمعية المغربية لأمراض القلب أحد أهم المؤتمرات المتخصصة في أمراض القلب بالمغرب ، حيث ستعقد نسخة 2018 في الفترة ما بين 18-20 أكتوبر المقبل في مدينة مراكش.

وأكدت الدكتورة العمراني أن الجمعية “تحذوها رغبة كبيرة في الانفتاح على العموم”، مشيرة إلى أن “توسيع مجال عملنا سيتحقق من خلال إشراك العموم في أنشطتنا داخل الجمعية ، وذلك من أجل وقاية مثلى ومستدامة”.