وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن احتضان المغرب لفعاليات هذه الدورة، المنظمة بتعاون مع الجامعة الأورومتوسطية بفاس وبدعم من المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الايسيسكو”، وجمعية فاس سايس، وولاية فاس وكذا بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” وشركاء حكوميين وغير حكوميين ، يؤكد على الدور الريادي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، في مسلسل الحوار بين الثقافات والديانات . كما يندرج في إطار استمرارية نشاط الفرانكفونية طبقا لإعلانات مؤتمرات قمة رؤساء الدول والحكومات .
وسيعرف هذا اللقاء مشاركة المدير العام للمنظمة اﻹسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، ومدير إدارة المنظمة الدولية للفرانكوفونية السيد أداما وان، ومجموعة من الوزراء. كما سجمع حوالي مائة خبير وجامعي يمثلون مختلف الدول الناطقة بالفرنسية، ومنظمات دولية وإقليمية، وجمعيات الشباب، وجمعيات النهوض بحقوق النساء، ومسؤولين سياسيين وفاعلين من المجتمع المدني، للتبادل حول إشكالية الحوار بين الثقافات والديانات من خلال منظور الغيرية .
وأوضح المصدر نفسه، أنه من بين أهداف هذا المؤتمر تقديم حلول واقعية للتحديات الراهنة، وتحديات نموذج مجتمع يقوم على احترام الهويات الثقافية، وتغذية برامج وأنشطة فاعلي المنظمة اﻹسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة الدولية للفرانكوفونية.
وأشار البلاغ إلى أنه إذا كان تثمين الهويات الثقافية والتفاعلات والإغناء المتبادل لمختلف التعبيرات الثقافية يشكل الأهداف الأولى للمنظمة الدولية للفرانكوفونية، فإن تحقيق هذا الهدف المثالي أصبح اليوم أمرا بالغ الأهمية، على اعتبار أن الميل للانغلاق على الذات بدأ يتغلب على الانفتاح وتعددية التعبيرات الإنسانية المشتركة ، بل إن المظاهر الأكثر فتكا لهذا الانغلاق تحتل اليوم صدارة الساحة الدولية.
وباحتضانه لهذا اللقاء الدولي ، يؤكد المغرب التزامه ضمن المنظمة الدولية للفرانكوفونية للعمل بزخم متجدد، وبإرادته في تشجيع روابط جديدة قائمة على انعاش ثقافة السلم والعيش المشترك ضمن فضاء يتقاسم معه، ليس فقط مجموعة من القيم واللغة الفرنسية، لكن كذلك الاهتمامات والتحديات.
وقد اعتمد المغرب سياسة شاملة تميزت بتنمية فضاءات عدة لحوار الثقافات والأديان والحضارات على الصعيد الوطني. وأطلق إصلاحات كبرى شملت بالخصوص توسيع وتوطيد الحقل الديموقراطي وعصرنة التربية وتدبير الحقول الدينية والثقافية وإصلاح قطاع القضاء وتخليق الحياة العامة، وذلك من أجل تطوير نموذج مجتمع عربي إسلامي منفتح على جميع القيم العالمية . وعلى الصعيد الإقليمي والدولي ما فتئ المغرب يشجع المبادرات التي تم إطلاقها بهدف تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان.
وأشارت الوزارة إلى أن دعوات المغرب تبقى ثابتة من أجل هذا الحوار، وكذا عمله من أجل السلم والتفاهم بين الشعوب. فالمغرب أضحى ، حاليا، مرجعا إيجابيا يوفر فضاء للتعايش ويعتبر جسرا بين الثقافات.
وقد مكنت دعوات النسخة الأولى من مؤتمر فاس،المنعقد في أكتوبر 2013، من إرساء إطار تشاوري يدعو لمواصلة التفكير حول الرهانات الحالية من أجل اعتماد استراتيجية ملائمة لخصوصيات الفضاء الفرانكفوني بمختلف مكوناته، وذلك ، أساسا، من أجل مواجهة كل أشكال التطرف و القضاء على انحرافات الهوية والتعصب الديني.