وفي هذا العمل، الذي يعود بالقارئ لسنوات الثمانينيات حيث كانت “الحياة رتيبة والملل لم يكن شيئا سلبيا”، أوضحت الكاتبة التي يشدها الحنين إلى هذه الحقبة، أنها وضعت الأقدار النسائية في سياقها المتسم باللامبالاة وحرية المراهقة.
وبهذه المناسبة، قالت الكاتبة، “لقد خلقت عالما بمثابة أحجية”، بشخصيات حقيقية وأخرى خيالية، مشيرة إلى أنها سعيدة لكونها تمكنت من التقاسم مع الجمهور، “حقبة زمنية لم يعرفها الكثير من شباب اليوم”.
وهكذا، تبرز شخصيات نورا وليلي ورحمة، وشخصيات أخرى رئيسية أو ثانوية في مؤلف “الصيف الأول”، بحساسيتها وأقدارها المدهشة، والتي تغوص بالقارئ إلى عالم متفرد، حيث العقول مشدودة باستمرار لفك رموز رسائلها المتعددة.
ويتميز هذا العمل، المكتوب بأسلوب سلس، بإثارته لقضايا اجتماعية وإنسانية ما تزال ذات راهنية، جرى تقديمها بحوارات مؤثرة وبأسلوب “شبه مسرحي”، الأمر الذي يعكس الدقة الأدبية من حيث النبرة المستخدمة والتفكير المنطقي من أجل إبراز أهمية مواضيع معينة.
وتستحضر الكاتبة الأحكام المسبقة القاسية وتقدم شهادات حية، متسلحة بعدة أنثروبولوجية واجتماعية مبتكرة، لتقدم رسائل قوية وواضحة تتجاوز الحدود الثقافية لتنغمس ببراعة في الحياة اليومية الراهنة.
ودون إصدار أحكام قيمة، فإن المؤلفة تدفع قراءها للتفكير وتشركهم من خلال سرد مشوق، حيث يتم تحفيز الفكر باستمرار من خلال إبداعها الأدبي وروح الدعابة.
وتعتبر الكاتبة نور إيكن، التي يوجد الجزء الثاني لمؤلفها في طور التصحيح، أن الكتابة “شكل من أشكال النعم”، مذكرة بأن كتابها جزء من سلسلة ستعتمد استمراريتها على شغف القراء.
ويعد كتاب “الصيف الأول”، الذي يحتفي ببهجة الحياة والتنوع الثقافي، عملا مفعما بالأمل حيث تجعل فقراته القصيرة منه عملا جديرا بالقراءة.