وذكر احمد رضا الشامي في تدخل له خلال المؤتمر ، بانه على مستوى حفظ السلم يحتل المغرب المرتبة الرابعة عشر ،عالميا في ما يتعلق باعداد القبعات الزرق مشيرا الى انه تم منذ 1960 ارسال الدفعة الاولى من القبعات الزرق المغاربة الى الكونغو كينشاسا، حيث ساهموا الى جانب جنود من بلدان اخرى في افشال عملية انفصال في هذا البلد ، مبرزا ان الجنود المغاربة لحفظ السلم شاركوا ايضا في عمليات متعددة للامم المتحدة انطلاقا من كوسوفو الى جمهورية افريقيا الوسطى مرورا بالبوسنة الهرسك، ومناطق نزاع اخرى.
واكد رئيس بعثة المغرب لدى الاتحاد الاروبي على دور المملكة المغربية في ميدان النهوض بحوار الاديان والثقافات، مشيرا الى ان المغرب هو البلد الاسلامي والعربي الوحيد الذي يؤكد في دستوره ان المكون اليهودي يعد احد روافد الهوية المغربية.
وقال ان المغرب يحتضن اكبر طائفة يهودية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما يضم اكبر عدد من المعابد والمقابر اليهودية، فضلا عن العديد من الكنائس المفتوحة لفائدة المسيحيين كي يمارسوا عباداتهم بحرية، مذكرا بان المغرب نظم في يناير 2016 بمراكش المؤتمر العالمي الاول حول حقوق الاقليات الدينية في العالم الاسلامي.
كما ابرز الشامي تعدد المبادرات من اجل تيسير فهم الثقافات الاخرى ، مذكرا في هذا السياق باحتضان الرباط في فبراير الماضي بتعاون مع اليونسكو، الورشة النموذجية الاولى حول الكتاب الارشادي “اكتب السلام” على صعيد 14 ثانوية تابعة للاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط.
وقال ان هذا الكتاب وضع من اجل مساعدة التلاميذ المتراوحة اعمارهم ما بين 8 و18 سنة، على ادراك الترابط بين الثقافات من خلال الاستئناس بنظم الكتابة المعاصرة، وتاريخها وتأثيراتها المتبادلة.
ولدى تطرقه الى البعد الافريقي للسياسة الخارجية المغربية، اكد السيد الشامي ان المغرب يقدم منذ اكثر من عشر سنوات نوعا اخر من المساهمة في السلم بافريقيا، مبرزا ان المملكة تشارك في هذا الصدد بمشاريع للامن الغذائي ،والسكن الاجتماعي، والبنيات التحتية الصحية، والقروض الصغرى ، ومكافحة التغيرات المناخية(من اجل بقاء السكان الافارقة في ارضهم ) وتكوين الاطر الافريقية في المغرب، وتوفير المنح للطلبة الافارقة.
وفي ما يتعلق بمحاربة الارهاب على الصعيد الدولي، شدد الدبلوماسي المغربي على ان المملكة تعتمد استراتيجية مندمجة من اجل الوقاية من التطرف الديني، تقوم على الجوانب السيكولوجية والاديولوجية والاجتماعية والامنية.
وعلى صعيد التعاون الدولي الرامي الى محاربة هذه الظاهرة،يضيف السيد الشامي ،يتولى المغرب الى جانب هولندا المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب الى غاية 2020.
وتقاسم الشامي ايضا مع المشاركين بعض طرق التفكير،التي تقدم فيها المغرب مقارنة مع بلدان اخرى بالمنطقة، في سعيه الدائم من اجل العمل من اجل السلم والاستقرار والامن والتنمية المشتركة،ومنها الحفاظ على التعددية، ومضاعفة المبادرات، لتيسير الحوار بين الاديان ،وفهم الثقافات الاخرى، وبناء شراكة حقيقية بين اروبا وافريقية، والتعاون في مجال محاربة الارهاب الدولي .