وضم اللقاء الذي ناقش موضوع “المتوسط حجر الزاوية في العلاقات بين أوروبا-إفريقيا” الخبير الاقتصادي والوزير السابق فتح الله ولعلو و السفير السابق للمغرب لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي ، وذلك بمبادرة من مؤسسة أورو ميدا(أوربا-المغرب-المتوسط-إفريقيا) بشراكة مع مجموعة التفكير أو سي بي بوليسي سنتر.
و أبرز المتدخلان النقائص التي تعتري الشراكة الأورو-متوسطية التي زادت من حدتها أزمة الهجرة وصعود الشعبوية في أوروبا ، داعيان إلى إعادة تأسيسها وفق رؤية ثلاثية الأطراف (الاتحاد الأوروبي-إفريقيا-المتوسط)، يضطلع فيها المغرب بدور رئيسي في تيسير التقارب بين القارتين.
وأكد فتح الله ولعلو أنه انطلاقا من حصيلة الشراكة الأورو-متوسطية منذ 50 عاما، والتي تم إعادة إطلاقها في برشلونة “لاحظنا أنه من المهم حاليا مراجعتها لكن انطلاقا من منطق آخر يقرب بين أوروبا وإفريقيا عبر المتوسط باعتباره فضاء على المغرب ان يضطلع فيه بدور أساسي”.
واعتبر وزير الاقتصاد والمالية الاسبق ان الأمر يتعلق بالنهوض بشراكة افرو-أورو-متوسطية حيث يتموقع المغرب بشكل أفضل ليشكل “محركا” انطلاقا من كونه صلة وصل بين القارتين عبر المتوسط “المدعو في المستقبل إلى تحقيق الإشعاع وتجاوز الصعوبات الراهنة”.
وقال إن “المغرب الذي ينتمي لإفريقيا، ويؤمن بإفرقيته. اضطلع دوما بدور المحرك لضخ دينامية في الشراكة الأورو-متوسطية. إنه بلد يعد همزة وصل “، مسجلا أنه على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والروحية ، يعد المغرب هو أيضا “بلدا للتسامح”.
وفي نفس السياق، أكد السيد لوليشكي الحاجة إلى ” تجديد وإعادة التفكير وإعادة تأسيس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا “، مع التركيز على دور المغرب في التقريب بين القارتين.
وأبرز المكانة المتميزة للمغرب داخل بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط ، من حيث الاستقرار والانفتاح والديمقراطية ، على اعتبار أن السياسة الإفريقية للمملكة بصدد التطور وفق مقاربة رابح-رابح ، خاصة في مجالات الفلاحة والأمن الغذائي ومحاربة التغيرات المناخية ، دون إغفال مساهمة المملكة في التقريب بين إفريقيا وأوروبا من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ، من خلال جهوده الرامية إلى النهوض بإسلام الاعتدال والوسطية ، والحث على التسامح والانفتاح والتعايش بين الأديان.
واضاف ان هناك عدة عوامل تحتم على المغرب الاضطلاع بدور هام بالمنطقة المتوسطية المدعوة لان تشكل صلة وصل عوض ان تظل مجرد حدود بين اروبا وافريقيا.
واشار الى انه فيما سيحتضن المغرب قريبا مؤتمرا هاما حول الهجرة والتنمية، يطمح الكثيرون في ان يضخ هذا الحدث دينامية جديدة في الحوار بين الشمال والجنوب، وخاصة في ما يتعلق بتدبير قضية الهجرة المعقدة.
واكد انه في مواجهة النقائص الحالية للشراكة، خاصة على مستوى الموارد المالية والولوج الى السوق والحركية، فإنه اضحى من الضروري عشية تحقيق اقلاع الاتحاد الاروبي ، اعادة التفكير في ابعاد هذه الشراكة من اجل النهوض بالتنمية المشتركة بين الشمال والجنوب.
من جانبه اكد النائب الاروبي جيل بارنيو، رئيس مجموعة الصداقة الاتحاد الاروبي – المغرب بالبرلمان الاروبي،والرئيس المؤسس لاروميدا الجهة المنظمة للقاء، ان تجديد الشراكة الاورو- متوسطية يعد في صلب عمل هذه المؤسسة التي تعتبر فضاء للتفكير في خدمة التقارب بين القارتين الافريقية والاروبية.
وقال “نعتقد ان مصيرنا مشترك، وان المنطقة المغاربية هي مفتاح وحجر الزاوية في هذا التقارب”، مبرزا بشكل خاص دور المغرب كجسر من اجل تطوير سياسات ايجابية للتقارب بين القارتين.
واضاف ان مؤسسة أوروميدا التي تعتبر في رأيه، اداة للمساعدة على اتخاذ القرار، تشتغل على قضايا الهجرة، ومكافحة التغيرات المناخية، ومحاربة الارهاب، والتطرف الديني، والاهتمام بالشباب وخلق نموذج للتنمية في اتجاه افريقيا.
واكد ان المغرب “يحتل مكانة متميزة في كل هذه المجالات”.
يشار الى ان مؤسسة أوروميدا (اروبا- المغرب- متوسط – افريقيا) تضم شخصيات سياسية واقتصادية وجمعوية، وثقافية واكاديمية لديها طموحات بشأن القضايا الاورو –متوسطية، وتتوخى خلق منتدى للحوار وفضاء للنقاش من اجل مساعدة القادة السياسيين من ضفتي المتوسط، على اتخاذ القرارات الفضلى، وتعزيز التفكير بشأن مختلف التحديات المطروحة.