قام وفد من الخبراء الدوليين في المجال البيئي، اليوم الأحد بزيارة لمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، وذلك على هامش مشاركتهم في الندوة الأولى حول تقييم التربة والمياه بإفريقيا في دورتها لعام 2024 والأولى من نوعها في المغرب التي ستنعقد بجامعة الأخوين بإفران ما بين 4 و 8 مارس الجاري.
وشكلت هذه الزيارة، فرصة لهؤلاء الخبراء للاطلاع على العبقرية المغربية في تدبير الماء، والوقوف على سجل التراث المائي للمملكة ومختلف تحدياته منذ فترة المرابطين إلى غاية الإنجازات الكبرى المعاصرة في الميدان.
ويعكس هذا المتحف، الرؤية المتبصرة لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس بخصوص سياسة السدود والانجازات المائية الكبرى بالمملكة، وإظهار استعمالات هذه المادة الحيوية في جانبي النظافة والطهارة وبعض الاستعمالات الاقتصادية والتقنية التقليدية للماء.
وي عنى هذا المتحف، المشيد على مساحة 20 ألف متر مربع، بترسيخ الوعي بقيمة الماء وتغيير نظرة الناس إليه، وكيفية التعامل معه، وإدراك قيمته النابعة من عراقة أساليب جلبه وتسييره وتوزيعه بالمدن العتيقة، وكذا بالبوادي، عبر تقنيات بالغة في الدقة والتنظيم المحكم على مدى تاريخ طويل من حضارة المغرب.
وخلال زيارتهم لمدينة مراكش، ستقام غدا الاثنين ورشة عمل حول أداة تقييم التربة والمياه (SWAT)، التي ستشكل مناسبة لتكوين المشاركين فيها، والكشف عن أحدث التطورات في التدبير المستدام للموارد المائية، وتقاسم المعرفة والممارسات الفضلى، وإقامة شراكات جديدة.
تجدر الإشارة الى أن الوفد يشارك في هذه الندوة الدولية المنظمة بالتعاون مع مصلحة الأبحاث الزراعية (ARS) التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA) وأبحاث “تكساس إيه آند إم أغريلايف” (Texas A&M AgriLife Research)، التي من المقرر أن يلتئم فيها، نخبة من أهم الخبراء والمؤسسات الدولية المتخصصة في مجال تدبير أحواض الأنهار.
وتعتبر (SWAT) منظومة معلوماتية برمجية لتقويم التربة والمياه والمتداولة على نطاق أوسع في العالم، ومرجع لأكثر من 6000 مجلة علمية، وتحديدا كوسيلة لعصرنة التربة والمياه، والتي تدمج كل المظاهر المناخية، والطوبوغرافيا.