Site icon الحدث جريدة ا خبارية

الدار البيضاء.. المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب مؤشر على تطور أدب الطفل بالمملكة

 أكد المشاركون في ندوة نظمت أمس الجمعة بالدار البيضاء في إطار الدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، أن عقد هذا المعرض يعد مؤشرا على تطور أدب الطفل بالمغرب.

وبهذه المناسبة، أوضحت أحلام نويوار مؤلفة وباحثة متخصصة في أدب الناشئة، خلال هذه الندوة المنعقدة حول موضوع “بانوراما أدب الطفل في المغرب”، أن هناك العديد من المؤشرات التي تبرز أن المملكة تعيش دينامية تطور أدب الطفل، ويبرهن على ذلك تخصص الناشرين المغاربة في قطاع الطفل وتهيئة المساحات المخصصة للشباب في المكتبات العمومية.

وتابعت أن الأمر يشمل أيضا منح جوائز أدبية للمؤلفين والرسامين، فضلا عن تكاثر الجمعيات العاملة في هذا المجال من خلال تشجيع الشباب على القراءة وإنشاء نوادي القراءة، مشيرة إلى الاهتمام الخاص الذي يحظى به القراء الشباب المغاربة.

وبالنسبة للسيدة نويوار، فإن التنوع اللغوي والثقافي المتوفر حاليا في سوق أدب الطفل، والذي يستهدف فئات عمرية مختلفة تتراوح من الطفولة المبكرة إلى المراهقة، يعد أيضا مؤشرا يثبت تطور هذا القطاع.

وفي هذا السياق، لاحظت ظهور رسامين مغاربة وكتب ذات الغلاف المقوى (قصص مصورة، …)، مؤكدة أن الناشرين المحليين المتخصصين في أدب الطفل يستهدفون القراء باعتبارهم كيانا متعددا ومتنوعا، وهو ما يختلف عن المفهوم التقليدي للقراء الشباب.

من جهته، أشار محمد البوعزوي، الأستاذ والباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، إلى أن أدب الطفل في المغرب يعود إلى سنوات 1940، معتبرا أن تطور أدب الطفل لم يبدأ إلا في سنوات 1980- 1990.

وتابع أن “فترة التسعينيات تزامنت مع ظهور العديد من دور النشر المغربية، من بينها (يوماد) التي لعبت دورا هاما في تطوير أدب الطفل”، مؤكدا على أن أدب الطفل الجديد بالمغرب يغذي أشكالا جمالية جديدة، مع الاستمرار في استغلال قدر هائل من الأدب والتراث التاريخي والثقافي.

وحسب السيد البوعزوي، فإن هذه التغييرات تعكس الابتكار الذي تم على مستوى الاختيارات السردية والشكل والجماليات، مستشهدا بمثال الكاتب مصطفى بوينان.

من جهة أخرى، قال خالد رزق، أستاذ باحث، ” لقد أننا وجدنا منذ عقدين من الزمن كتبا للأطفال في المغرب تتناول التراث الثقافي المغربي”، موضحا أن غالبية هذه الكتب باللغة الفرنسية.

وأوضح في هذا الصدد، أن هذه الكتب (المستوردة أو المنشورة بالمغرب) تتناول مواضيع ثقافية مختلفة مستمدة من التراث المغربي وأبطالها أيضا، مضيفا أن ذلك لا يساهم فقط في الربط بين القراء الشباب وثقافتهم، بل يجعل كذلك من الممكن التعريف بتراث البلاد للقراء الشباب حول العالم.

كما أبرز السيد رزق الدور الكبير الذي تلعبه دور النشر المغربية التي تشجع على نشر كتب الطفل، مؤكدا أن تكنولوجيات الترفيه الجديدة تعمل بشكل متزايد على إبعاد الشباب والأطفال عن القراءة، داعيا إلى ضرورة إيجاد بدائل لمعالجة هذا الأمر.

وتروم الدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع ولاية جهة الدار البيضاء – سطات، وجهة الدار البيضاء – سطات، وجماعة الدار البيضاء، إلى غاية 22 نونبر الجاري، تقريب الكتاب من الأجيال الصاعدة وتحفيزها على القراءة.

كما يسعى هذا المعرض إلى دعم صناعة الكتاب، خاصة كتاب الطفل والشباب وتعزيز صورة العاصمة الاقتصادية كوجهة ثقافية، وإتاحة رصيد وثائقي مغربي ودولي للقراء الصغار والشباب، وتقديم عرض ثقافي يجمع بين التحسيس والتثقيف والترفيه من خلال تقديم برنامج ثقافي غني ومتنوع يشمل ورشات وندوات وعروض.

وينظم هذا المعرض على مساحة تم تصميمها بتصور جمالي وسينوغرافيا وظيفية تستجيب لأذواق الجمهور من الأطفال والشباب، حيث تتضمن 7 صالات كبرى للعرض الوثائقي إلى جانب فضاءات للتنشيط الثقافي وفضاء خاص بأشهر أعمال ورسومات مبدعي عالم مارفيل.

وتعرف هذه الدورة مشاركة 255 عارضا منهم 75 عارضا مباشرا، و180 عارضا غير مباشر يمثلون 33 بلدا، حيث يقدمون لجمهور المعرض عرضا يتجاوز فيه عدد العناوين 35 ألف عنوان، أي بمجموع نسخ يتجـاوز 100 ألف نسخة.