وأوضح السيد هومي، خلال يوم دراسي وتحسيسي نظم بمناسبة افتتاح موسم القنص الجديد 2023-2024، أن نجاح أي استراتيجية في مجال القنص يظل رهينا بمدى أهمية وإشراك القناص في تهيئة وتدبير مواطن الوحيش، وتنفيذ برامج تنموية مندمجة مبنية على الاستغلال المعقلن للثروات الوحيشية، دون الإضرار بالنظم البيئية.
وذكر، في هذا الاتجاه، بإبرام اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للمياه والغابات، والجامعة الملكية المغربية للقنص، تمتد ما بين الفترة من 2023 و2027، والتي تروم اشراك القناصين في تدبير الثروات الوحيشية ومواطنها، لاسيما عبر التكوين والتحسيس في مجال القنص، مبرزا أن الوكالة تعمل على تحقيق التثمين المستدام لهذه الموارد عن طريق القنص بغية تحقيق تدبير مستدام للوحيش وتحقيق التوازن بين الاستغلال والحماية. وأشار إلى التطور الذي عرفه قطاع القنص خلال السنوات الأخيرة، والذي يتمثل أساسا في زيادة عدد القناصة، والذي يقدر حاليا بحوالي 70 ألف قناص، وكذا زيادة مساحات الأراضي المخصصة لممارسة القنص، والتي تبلغ ما يقرب من 4 ملايين هكتار، مبرزا الدور الهام الذي يلعبه القطاع في مواكبة النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي يعرفه المغرب.
وخلص السيد هومي إلى أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات تعمل على تنفيذ استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، والتي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والهادفة إلى الحفاظ على النظم البيئية، مع إيلاء اهتمام كبير لتثمين الموارد الطبيعية، مشيرا إلى جهود الوكالة في محاربة القنص العشوائي من خلال النهوض بممارسة واعدة وأكثر تنظيما. من جانبه، شدد رئيس الجامعة الملكية المغربية للقنص، أحمد الموساوي، على الدور الهام لممارسة القنص في الحفاظ على النظم الإيكولوجية لاسيما بالنسبة لبلد على غرار المغرب، المعروف بتنوع ثرواته الحيوانية. وأوضح أن هذا الموسم الجديد سيعرف أساسا بلورة مبادرات تروم التصدي للقنص الجائر من خلال تضافر الجهود بين الحراس الجامعيين الذين يدعمون وحدات الوكالة المسؤولة عن شرطة القنص.
وشكل هذا اليوم، الذي نظمته الوكالة الوطنية للمياه والغابات والجامعة الملكية المغربية للقنص، مناسبة لتسليط الضوء على الاهتمام بالحفاظ على موارد القنص ، فضلا عن الدور الأساسي الذي يلعبه الحراس الجامعيون في دعم وحدات الوكالة المسؤولة عن شرطة القنص.
كما تم بالمناسبة تنظيم ورشات تكوينية لفائدة القناصين الذين يمثلون مختلف جمعيات القنص العاملة في المغرب، وكذا للحراس المتطوعين.
وفي هذا الصدد شمل التكوين، الذي أجراه خبراء الوكالة، مجالات مختلفة، من قبيل تشريعات القنص، والكشف عن المخالفات وصياغة المحاضر، وكذلك إبراز المعايير الأخلاقية، وأفضل الممارسات في أداء مهام شرطة القنص. كما جرى تنظيم زيارة لفضاء للقنص، شكل فرصة لاستعراض الجهود الدؤوبة التي يبذلها مختلف الشركاء، بما في ذلك الوكالة الوطنية للمياه والغابات والجامعة الملكية المغربية للقنص وجمعيات القنص، من أجل الحفاظ على الحياة البرية عموما، وموارد القنص بشكل خاص.
وإيذانا ببداية موسم القنص الجديد 2023/ 2024، أطلق كل من المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، ورئيس الجامعة الملكية المغربية للقنص، خلال هذه الزيارة، عددا من طائر الحجل البربري. ويندرج تنظيم هذه التظاهرة، التي تأتي بعد تشكيل المكتب الجديد للجامعة الملكية المغربية للقنص، في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة بين الوكالة الوطنية والجامعة تروم تعزيز التعاون بينهما لا سيما فيما يتعلق بتدبير مرافق القنص ومكافحة القنص الجائر، وتكوين وتحسيس القناصين.