وأبرزت السيدة نفيع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الكارثة الطبيعية كان لها وقع كبير على نفسية المواطنين ، خاصة منهم القاطنون بالمناطق التي تأثرت بشدة من الزلزال، موضحة بعض الذين فقدوا أفراد أسرتهم، وبيوتهم وممتلكاتهم في لحظة خاطفة ، لم يتمكنوا حتى الآن بعد من تقبل واستيعاب ما جرى .
وقالت الطبيبة العضو بالجمعية المغربية للرعاية والمواكبة النفسية التي شكلت خلية دكاترة وأخصائيين نفسانيين للاستماع والمواكبة النفسية للمواطنين المتضررين من الزلزال، أن التأثير النفسي لفاجعة الحوز كان أشد وطأة على الأطفال لأن صغر سنهم وقلة نضجهم لا تسمح لهم بفهم ماهية هذه الكارثة الطبيعية والخسائر التي تسببت فيها.
وشددت على أهمية توعية المواطنين المتضررين بأهمية الخضوع لتتبع نفسي طويل الأمد إن أمكن لضمان صحة نفسية جيدة من جهة والتمكن من التكفل بهم بصفة استعجالية في حال ظهور أعراض جديدة أو انتكاسة.
وأشارت الأخصائية في الطب النفسي إلى أن خلية الدعم والاستماع التي وضعتها الجمعية المغربية للرعاية والمواكبة النفسية رهن إشارة المواطنين الذين يعانون من آثار الصدمة جراء الزلزال و الخسائر التي لحقت بهم، تلقت عدة مكالمات هاتفية من مختلف جهات المملكة.
وتابعت أن هذه المكالمات الهاتفية مكنت من تقديم دعم نفسي وفحوصات طبية لأشخاص إما تواجدوا بالمناطق المتضررة ، أو أشخاص تأثروا بما سمعوا وشاهدوا من أخبار مؤلمة عبر القنوات التلفزية، مما أثر سلبا على حياتهم اليومية.
وحسب السيدة نفيع فإن خلية الدعم والاستماع استقبلت أيضا مكالمات من أشخاص يعانون من أعراض مرضية مختلفة، من بينها اضطراب في النوم ونوبات الهلع والخوف ، أو انتكاسات لدى أشخاص خضعوا لتتبع نفسي ، و كذا أشخاص في حاجة لوصفات طبية لاقتناء الأدوية المناسبة لحالاتهم النفسية و لم يتمكنوا من الولوج لخدمات صحية عينية .
وفي معرض ردها على سؤال حول التقنيات الخاصة التي تم تسخيرها للتواصل مع الأشخاص المتضررين، أوضحت الأخصائية النفسية أن خدمات خلية الدعم والاستماع تؤمن عبر الهاتف، ومنصات التواصل الاجتماعي، كما هو الشأن بالنسبة للفحوصات الطبية او الكشف الطبي الذي تعتمد فيه عموما على تقنية الفيديو.
وأشارت إلى أن الفحص الطبي مجاني ، و لا يستدعي حجز موعد مسبق ، “لأننا نتكفل بحالات طارئة و استعجالية قد تسوء إذا لم نتدخل في الوقت المناسب”، معتبرة أن هذه المبادرة واجب وطني وإنساني.