وقال نيكولاس زوروس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، على هامش افتتاح أشغال المؤتمر الدولي العاشر حول المنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، إن “منتزه مكون الجيولوجي يعد موقعا جغرافيا ذو أهمية استثنائية ، وقيمة بيئية وأثرية وتاريخية وثقافية”.
ويعتبر المنتزه الجيولوجي “مكون ” الأول عربيا وإفريقيا المعترف به من طرف منظمة اليونسكو سنة 2014 ، ليتم تجديد الاعتراف على إثر زيارة خبراء اليونسكو سنتي 2018 و2022، وهو بذلك يرأس الشبكة الإفريقية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، ويمثل إفريقيا ضمن المكتب التنفيذي للشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو.
من جهة أخرى ، أبرز زوروس ، أن المؤتمر الدولي العاشر حول المنتزهات الجيولوجية لليونسكو يقدم مساهمة جيدة وحقيقية من أجل بناء الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية، والحفاظ من خلال عملها على التراث الثقافي وتاريخ الكوكب وهو يعد أمرا مهما ليس فقط بالنسبة للعلماء والخبراء في هذا المجال بل كذلك للتنوع الإحيائي وللحياة ولتحقيق التنمية المستدامة خاصة في المناطق القروية.
وأكد على اعتزاز المشاركين بالتواجد في هذا الملتقى من أجل تبادل وتقاسم الإنجازات والنتائج التي تم تحقيقها من خلال التعاون والعمل المتواصل مع اليونسكو والأمانة العامة لبرنامج اليونسكو للمنتزهات الجيولوجية وفريق عمله وكذلك المكاتب الإقليمية التابعة لليونسكو معا.
وأضاف أن الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية إلى جانب اليونسكو قامت بتنظيم منحة المنتزهات الجيولوجية بالنسبة للبلدان الإفريقية وكذلك منحة للدول الجزرية الصغيرة وتسعيان إلى تعميم هذه الرسالة من خلال مساعدة وتقديم الدعم لهذه المجتمعات المحلية للانضمام إلى هذه الشبكة العالمية مع ايلاء الأولوية لإفريقيا من خلال أنشطة بناء القدرات والتي تعد جزءا لايتجزأ من عمل الشبكة.
وأكد زوروس على ضرورة رفع الوعي بأهمية الحفاظ على المنتزهات الجيولوجية لكونها أداة لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الدخل من خلال السياحة وتشجيع المنتوجات الحرفية والتقليدية.
ولفت إلى أن الشبكة العالمية أبانت عن قدرتها من أجل مواصلة دعم هذه المجتمعات المحلية ، وستواصل هذا العمل في المستقبل ، بشراكة مع اليونسكو من خلال لعب هذا الدور الفريد من نوعه وجعل المنتزهات الجيولوجية فضاء لامثيل له وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. من جانبه ، قال رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة ، عادل بركات ، إن هذا الملتقى الذي يتشرف المغرب بتنظيمه تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وينظم لأول مرة بدولة عربية وإفريقية ، يجسد بحق الإهتمام الكبير الذي توليه المملكة المغربية لمنظومة التدبير المندمج لليونسكو والمبنية على فلسفة المنتزهات الجيولوجية العالمية لليونسكو .
وأضاف أنه على المستوى الوطني ومنذ إطلاق هاته المنظومة سنة 2000 وتأسيس الشبكة العالمية سنة 2004 ، تمت مواكبة هذ المشروع بتأسيس جمعية “جيوبارك مكون” سنة 2005 بجهة بني ملال خنيفرة لتنطلق بذلك سلسة من التحضيرات العلمية والتقنية توجت بتقديم ترشيح المنتزه الجيولوجي مكون للحصول على اعتراف منظمة اليونسكو سنة 2009 وهو ماتم بالفعل بعد زيارة خبراء اليونسكو ليتم ضمه إلى الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو سنة 2014 ، كأول منتزه عربي وإفريقي .
ويلتئم في هذا الملتقى الدولي الكبير ، المقام بمبادرة من الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو ومجلس جهة بني ملال-خنيفرة وجمعية “جيوبارك مكون “، المنتزهات الجيولوجية العالمية الحاصلة على العلامة العالمية “المنتزه الجيولوجي لليونسكو ” ، موزعة على 48 دولة بما في ذلك المغرب ، الممثل بمنتزه “مكون الجيولوجي”.
وست تيح هذه الدورة التي ستنظم أشغالها أيضا بمدينتي أزيلال وبني ملال ، للمشاركين خلال خرجات ميدانية على هامش المؤتمر ، اكتشاف جمال المغرب وتنوع المناظر الطبيعية ، ومواقع جيو سياحية وأخرى أركيولوجية ذات أهمية كبيرة ، وكذا تقاليد الطبخ والموسيقي المحلية بمنطقة مكون التي حاز منتزهها على العلامة العالمية “منتزه اليونسكو ” باستجابته لمعايير محددة.