وأوضح جماهري، في مقاله الافتتاحي “كسر الخاطر” بصحيفة “الاتحاد الاستراكي”، ضمن عددها ليومي السبت والأحد، تحت عنوان “قوس قزح والعمامة: جنوب إفريقيا وإيران، وصيفتان للجزائر في ملف الصحراء”، أنه “في الوقت الذي تولت إيران الجانب العسكري التسليحي للبوليساريو، شمرت جنوب إفريقيا عن سواعدها الديبلوماسية وراسلت مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن البوليساريو ضدا على مواقفهما المعروفة وقرارتهما” في هذا الشأن.
ويرى الكاتب أنه “يتضح من هذا التوزيع أن البلدين معا، يزكيان التوجه الذي تدعمه الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر لزعزعة المنطقة وإشعال فتيل الصراع وتفكيك الدول في منطقة شمال إفريقيا وتعميم النموذج الساحلي الصحراوي على منطقة جنوب المتوسط وشرقه”.
وسجل أن إيران ومن خلال علاقتها مع جنوب إفريقيا “تتكامل في الأدوار، من حيث معاداة المغرب باعتباره الدولة الأكثر استقرارا في المنطقة بالنسبة للتكتلات الكبرى عالميا (الاتحاد الأوروبي وأمريكا) بدون التفريط في شراكته الدولية واستقلالية قراره”.
ولاحظ جماهري أن “التلاقي الموضوعي قبل التخطيطي، في موقفي الدولتين يطرح مقاربة العلاقة بينهما، سواء في قضيتنا الوطنية أو في مجالات الاستراتيجية التراثية الجزائرية”.
وقال إنه “بالرغم من أن ما يجمعهما على المستوى الإيديولوجي والسياسي يكاد ينعدم (هو ما قد يجمع قوس قزح… إلى العمامة!) فإن دولة جنوب إفريقيا صارت ذات أولوية عند إيران أكثر من أي وقت مضى…”.
وأبرز جماهري أن المغرب كان “حاسما مع الدولتين، مع فارق مثير في درجة الرد وليس في طبيعته”، موضحا أن “المغرب اعتمد القطيعة مع إيران، في وقت رد بقوة على محاولة جنوب إفريقيا سواء في الاتحاد الإفريقي أو في الأمم المتحدة…”.
وخلص الكاتب الصحفي إلى القول إن “جنوب إفريقيا يمكن أن تدخل التاريخ من خلال الانضمام إلى ديناميات السلام، التي يقودها مجلس الأمن، إلى جانب مائة بلد عبر العالم، جنوب إفريقيا، التي تشارك على غرار المغرب، في العديد من عمليات حفظ السلام”.