وأكد السيد هلال في تدخل باسم المملكة المغربية ، أمام المؤتمر الخامس للأمم المتحدة المعني بالبلدان الأقل نموا ،أن المملكة المغربية تحرص على توفير دعم تضامني لهذه البلدان عبر تنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج التنموية في عدد من المجالات، كما هو الشأن بالنسبة لإحداث وحداث صناعية لإنتاج اللقاحات وإنشاء مصانع لإنتاج الأسمدة، مما يساهم في تعزيز المنظومة الصحية والأمن الغذائي بإفريقيا.
وفي نفس السياق اتخذ المغرب ،يشير السيد هلال ، مجموعة من المبادرات منها على الخصوص، تسهيل ولوج صادرات الدول الإفريقية الأقل نموا إلى السوق المغربية، وكذا تسهيل التحاق الطلبة الأفارقة بالجامعات ومؤسسات التكوين المهني بالمغرب مع توفير منح دراسية لفائدتهم، إضافة إلى تسوية وضعية حوالي 50.000 مهاجر من البلدان الإفريقية جنوب الصحراء والمقيمين بالمغرب منذ 2014.
أما فيما يتعلق بمجالي المناخ والأمن الغذائي، فقد قامت المملكة ،يبرز السيد هلال، باتخاذ مجموعة من المبادرات وفق مقاربة تشاركية وشمولية ساهمت في بلورة رؤية إفريقية واضحة وطموحة من أجل رفع تحديات التغيرات المناخية، مذكرا في هذا الصدد بمواكبة ودعم اللجان الثلاث التي تم إطلاقها بمناسبة القمة الإفريقية للمناخ، الملتئمة بدعوة من جلالة الملك محمد السادس على هامش مؤتمر المناخ COP22 المنعقد بمراكش سنة 2016. وقال السيد هلال إنه تم أيضا إطلاق مبادرة “تريبل أ” (Triple A) من أجل ملاءمة الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، والتي تضم حاليا 38 دولة إفريقية وعدة شركاء في مجالي التنمية والتمويل، ومبادرة “تريبل إس” (Triple S)، بشراكة مع دولة السنغال، من أجل استتباب الاستقرار والأمن بإفريقيا، الى جانب مبادرتي الولوج الى الطاقة المستدامة ومركز المناخ للشباب الافريقي اللذين تم إطلاقهما على هامش قمة المناخ لسنة 2019.
وأضاف أنه تم إطلاق مبادرة المكتب الشريف للفوسفاط التي تم بموجبها تخصيص 4 ملايين طن من الأسمدة لفائدة المزارعين الأفارقة خلال سنة2023، وذلك بهدف الاستجابة لحاجيات إفريقيا الملحة الى هذه المادة الحيوية.
وأبرز السيد هلال أن المغرب بقيادة صاحب الجلالة، برهن خلال الظرفية الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، عن قيمه التضامنية الثابتة اتجاه الدول الإفريقية الشقيقة والتزامه الراسخ بدعمها، حيث بادر إلى تقديم مساعدات طبية تشمل أدوية ووسائل حماية ووقاية إلى حوالي 20 دولة إفريقية، وذلك بهدف تعزيز صمودها في مواجهة آثار الأزمة الصحية الناتجة عن الجائحة كوفيد-19.
وأكد على دعم المملكة المغربية لبرنامج عمل الدوحة، والتزامه بالانخراط الفعلي في الجهود الدولية الداعمة للبلدان الأقل نموا من أجل تمكينها من تحقيق أهدافها الإنمائية المستدامة.
وجدد السيد هلال تأكيد المملكة الدعوة لكافة شركاء التنمية وخاصة منظومة الأمم المتحدة للتنمية، إلى تظافر الجهود من أجل تنفيذ الالتزامات وتحقيق الأهداف المسطرة، بما يضمن مواكبة عملية وفعالة لجهود البلدان الأقل نموا في مسيرتها نحو الانتقال السل س والمستدام من هذه الفئة.
وذكر من جهة اخرى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سياق دولي تطبعه تداعيات سلسلة من الأزمات المتلاحقة والمترابطة كانت لها آثار وخيمة ومتعددة الأبعاد، خاصة على البلدان الأقل نموا، كشفت مدى الحاجة الى إعطاء نفس جديد للتعاون الدولي وتطوير آلياته من اجل مساندة هذه الدول.
وفي هذا الإطار، قال السيد هلال إن المجتمع الدولي مدعو الى تبني حزمة من المبادرات التضامنية والناجعة انسجاما مع برنامج عمل الدوحة، بهدف مؤازرة جهود الإقلاع الاقتصادي والتنمية المستدامة في البلدان الأقل نموا وإدماجها في الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال الرفع من حجم الدعم الدولي الموجه للتنمية، وتسهيل ولوجها إلى الأسواق، والتخفيف من أعباء مديونيتها الخارجية، وتقوية قدراتها الإنتاجية والاستثمار في تنويع مصادر نموها الاقتصادي. واضاف أنه يجب العمل أيضا على تمكين هذه البلدان من ولوج التكنولوجيات الحديثة وتطوير مناعتها في مواجهة آثار التغيرات المناخية ومخاطر الكوارث الطبيعية ومساعدتها على بلورة حلول مبتكرة تسمح لها بالانتقال السلس من قائمة البلدان الأقل نموا.
ويمثل المغرب في هذا المؤتمر الى جانب السيد هلال كل من السيدين محمد ستري سفير المغرب بقطر وعبد الله بن ملوك مدير التعاون متعدد الأطراف والشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وكذا ممثلين عن الوكالة المغربية للتعاون الدولي.
الحدث:ومع