وعبر السيد الحافظي، في حوار خص به قناة “سي إن بي سي عربية”، على هامش مشاركته مؤخرا بالدوحة في مؤتمر الاتحاد العربي للكهرباء، عن اعتقاده بأن العالم العربي له من المؤهلات ما يكفي لتحقيق هذا الهدف، مبرزا أنه “لا يمكن أن نتقدم في هذا الورش الكبير إلا في إطار قواعد تجارية معمول بها عالميا”.
وذكر في هذا الاطار بأن الدول الأوروبية بينها خلافات سياسية، لكن أبرمت اتفاقا لإقامة سوق يستند إلى قواعد تجارية وتقنية وتكنلوجية واضحة، مما أعطاها دفعة قوية، ونجحت في وضع سوق أوروبية مشتركة.
وأشار إلى أن الربط الكهربائي بين الدول العربية ، يختلف تماما عن الربط بين الدول الأوروبية ، معتبرا أن المغرب نجح في عملية الربط الكهربائي مع أوروبا ، خاصة إسبانيا التي يصل فيها إلى حجم الربط إلى 1400 ميغاوات ، ويتم الاشتغال يوميا على 900 ميغاوات، مع إقامة تبادل تجاري فيه بيع وشراء للكهرباء بين البلدين .
وأوضح أن المغرب يشتغل حاليا على فتح خط ثالث مع اسبانيا وخط آخر جديد مع البرتغال ، وفق قواعد تقنية وتجارية واضحة وصريحة مبرزا أن هذا النموذج ، يشتغل عليه الاتحاد العربي للكهرباء في الوقت الراهن من أجل إعادة تموقع الاتحاد ، ومواكبة الشركات العربية للكهرباء للانضمام إليه في إطار تجاري صريح وواقعي يلتزم به الجميع.
وتحدث السيد الحافظي عن ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية في الدول العربية ، واختلاف القدرة المنشأة فيها موضحا بهذا الشأن وجود مناطق تكون فيها القدرة الكهربائية المنشأة بوفرة ، وأخرى تفتقر إلى هذه القدرة ، وهو أمر يقول المسؤول المغربي “لم يعد مقبولا ويتعين توزيع الفائض بين الدول”.
وبالنسبة لدعم الحكومات العربية لفاتورات الكهرباء ، أمام ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف الإنتاج ، قال الحافظي إن إشكالية الدعم ، من بين الحواجز الكبيرة التي تعوق التنافسية العربية، مشيرا إلى أن الاتحاد يشتغل على هذا الورش بهدف واضح وصريح ، ” لأن الدعم اليوم يعيق تطوير الأسواق العربية للكهرباء ، ولا يمكن أن يساعد على إحداث سوق عربية تنافسية” .
واشار إلى أنه خلال الأربعين سنة الماضية عمل الاتحاد بجهد “لكن لم يكن عمله يسير بالسرعة المطلوبة ، والمواطن العربي محتاج لان يستفيد من الفائض من الطاقات الكهربائية الموجودة في كل الدول العربية ، لذلك لابد من وجود ربط كهربائي وسوق عربية مشتركة قوية “.
وشدد ، من جهة أخرى ، على أهمية إدماج الصناعة مع قطاع الطاقة والكهرباء ، خاصة وأن العالم العربي في حاجة إلى تطوير صناعة المعدات الكهربائية ، لتخفيض كلفة انتاج الكهرباء ، وتجاوز تأثير تقلبات المحروقات المباشرة على الكلفة وعلى القدرة الشرائية للمواطن العربي .
لذلك ، يقول السيد الحافظي ، ” يبقى إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة ، الريحية والشمسية ، بالدول العربية مهما للغاية ، ” لذلك نطمح لأن تصبح المنطقة العربية من المناطق الاقليمية على الصعيد العالمي التي تصدر الكهرباء الأخضر النظيف إلى الدول الأوروبية والآسيوية والمجاورة”.
و.مع/ح.ما