وهكذا، ألقيت في جميع المساجد خطبة موحدة تضمنت مغزى هذه السنة المباركة، التي دأب المغاربة على إحيائها استدرارا لرحمة الله وجوده وعطائه.
ومما جاء في هذه الخطبة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان “إذا انحبس القطر فزع إلى الاستسقاء والاستغفار والتضرع إلى الله، وها نحن اليوم، بعد انحباس المطر، ونظرا لظروف الاحتراز من الوباء التي يتعذر معها إقامة صلاة الاستسقاء على الوصف المعهود، نهرع إلى باب من لا يرد دعاء الطالبين الصادقين راجين فضله عز وجل وكرمه العميم”.
وأضافت أن الاستغفار باب عظيم لإجابة الدعاء والأوبة إلى رحاب العزيز الغفار، وهو أمر يتطلب التوكل الصادق، والتعلق المتين، والانكسار بين يدي الله تعالى “وكلما عظم الخطب واشتد الكرب يكون الفرج، مصداقا لقوله تعالى +فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا+”.
وورد في الخطبة أن الله تعالى، “وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا، فادعوه مخلصين موقنين بالإجابة، وألحوا في الدعاء فإن الله يحب العبد الملحاح، وهو قادر سبحانه +أن يبدل عسرنا يسرا وأن ينزل علينا غيثا نافعا+”.
وفي جو من الخشوع والابتهال، رفعت جموع المصلين الدعاء المعتاد في صلاة الاستسقاء، وهو الوارد عن رسول الله في قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اسق عبادك وبهيمتك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”.
كما رفع المصلون أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين ويسدد خطاه، ويحقق مسعاه، وينصره نصرا عزيزا يعز به الدين، ويعلي به راية الإسلام والمسلمين، وبأن يقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد أسرته الملكية الشريفة.
كما توجهوا بالدعاء إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما، ويكرم مثواهما ويبوئهما مقعد صدق عنده.