وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن السيدة غوميز أوليفر أشادت خلال مباحثات أجرتها مع رئيس المجلس، السيد النعم ميارة، بالمبادرات والأنشطة التي يحتضنها المجلس في هذه الفترة في إطار الحملة الأممية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، مبرزة الصدى الإيجابي الذي خلفه تنظيم المؤسسة لندوة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
وأكدت الدبلوماسية المكسيكية، في هذا الصدد، أن هذه المبادرات تحمل إشارات ورسائل مهمة جدا للمنتظم الدولي حول التزام وانخراط المؤسسة التشريعية المغربية في ترجمة وترسيخ الجهود التي يبذلها المغرب في مجال تعزيز منظومته الحقوقية، ولاسيما في القضايا ذات الصلة بالمساواة والمناصفة.
كما شددت على أهمية التعاون البرلماني في استثمار الفرص والإمكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها البلدان لتنويع العلاقات الاقتصادية وتطوير التبادل التجاري والرقي به إلى مستويات أعلى من الشراكة في العديد من المجالات، مثمنة في هذا الصدد، مقترح رئيس مجلس المستشارين الرامي إلى إحداث منتدى للحوار البرلماني السياسي والاقتصادي بين البلدين.
وبخصوص القضية الوطنية للمملكة، جددت سفيرة الولايات المتحدة المكسيكية، التأكيد على موقف بلادها “الداعم” للمسار الأممي وللمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي، عادل، ودائم، ومتوافق عليه. وفي السياق ذاته، استعرض رئيس مجلس المستشارين تطورات ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وما تمثله إطالة أمد هذا النزاع من تهديد للأمن والاستقرار بالمنطقة وتقويض وإهدار لفرص التنمية والعيش الكريم بالنسبة للشعوب المغاربية، وما يرتبط بها من الوضعية والظروف غير الإنسانية التي يعيشها المحتجزون بمخيمات تندوف.
وأكد السيد ميارة بهذا الخصوص على أهمية القرار الأخير لمجلس الأمن الذي صوتت المكسيك لصالحه باعتبارها عضوا غير دائم بالمجلس، والقاضي بتمديد مهمة “المينورسو” وما حمله من رسائل للأطراف التي تعرقل إيجاد حل سلمي للنزاع المفتعل.
على صعيد آخر، عبر رئيس مجلس المستشارين عن اعتزازه بالدينامية المتميزة للعلاقات الثنائية التي تجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة المكسيكية، مذكرا في هذا الإطار بأهمية الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المكسيك سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارة الميمونة في توسيع مجال التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين والمتعدد الأطراف مع دول المنطقة ككل على مختلف الأصعدة، والتي تجسد رؤية جلالته، وإرادة المملكة المغربية في تنويع علاقاتها وشراكاتها في إطار علاقات التعاون جنوب – جنوب.
وبخصوص التعاون البرلماني، استعرض السيد ميارة الدينامية المتميزة التي تعرفها علاقات البرلمان المغربي وضمنه مجلس المستشارين بالاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية بمنطقة أمريكا اللاتينية والكراييب، مبرزا في هذا الصدد، المكانة والتموقع المتميز الذي يحظى به المجلس من خلال حضوره بصفة عضو ملاحظ دائم لدى منتدى رئيسات ورؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكراييب “الفوبريل”، والذي تتولى المكسيك رئاسته للولاية 2022/2023، إلى جانب رئاسة مجلس المستشارين لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، وهو ما يؤهل المؤسستين التشريعيتين بالبلدين لتكونا حلقة وصل وجسرا متينا للتعاون بين البرلمانات العربية والإفريقية ونظيراتها بمنطقة أمريكا اللاتينية والكراييب.
وفي نفس السياق، جدد رئيس مجلس المستشارين التأكيد على العزم الراسخ والإرادة القوية لمكونات المجلس على توطيد علاقات الصداقة المتميزة والتعاون البرلماني بين البلدين، داعيا في هذا الصدد إلى بحث سبل استثمار التركيبة الفريدة والمتنوعة للمجلس من خلال ضمها لمكونات ترابية، ومهنية، ومقاولاتية ونقابية، من أجل إرساء حوار برلماني، سياسي واقتصادي بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين الصديقين.
و م ع /هـ