وأوضحت السيدة الغالي، في محاضرة حول “مغرب القرن ال21: رؤية وإنجاز وحماية” ألقتها في إطار المعرض الدولي للكتاب بسانتياغو أن المملكة البلد العريق ذو التمازج الثقافي والحضاري، شهد تحولات كبرى منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه، في وقت كان فيه المغرب يواجه العديد من التحديات، لا سيما على المستويات المؤسساتي والبشري والاجتماعي.
وأبرزت في هذا الاطار أنه “عملية واسعة النطاق من الإصلاحات انطلقت بتوجيهات من جلالة الملك، همت على الخصوص تعزيز دولة القانون، وإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وإرساء نظام المساعدة الطبية (راميد) ، وإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة لطي صفحة انتهاكات حقوق الإنسان وإحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
من جهة أخرى، أشارت الدبلوماسية المغربية إلى أن الهوية الثقافية للمغاربة تنهل من عدة روافد شكلت على مر القرون ثروة أمة في تعايش تام، ما مكنها من الحفاظ على استقلالها وتحرير نفسها من ربقة الاستعمار.
وأضافت السيدة الغالي أن دستور 2011 يكرس مختلف روافد الهوية الوطنية، ولا سيما الروافد الافريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، مع دسترة الأمازيغية كلغة رسمية للمملكة.
وأشارت إلى أنه في أعقاب هذه الدينامية من الإصلاحات الشاملة، كان المغرب من أكثر البلدان التزاما في إطار الاتفاقيات الدولية الهادفة إلى القضاء على كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة، وهو توجه عززته مدونة الأسرة (2004) و دستور 2011، الذي أحدث ثورة في العديد من جوانب حقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بتكافؤ الفرص.
وأبرزت، خلال هذا اللقاء الذي نظم بتنسيق مع المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بالشيلي، أن هذا التقدم الذي أحرزته المملكة يتجلى في الحضور الوازن للمرأة في مختلف القطاعات، لا سيما في البرلمان وفي القطاع الاقتصادي.
كما أكدت على أن الوثيقة الدستورية تعكس بالفعل إرادة سياسية ثابتة لصالح حماية حقوق الإنسان في المغرب، كما هو معترف بها دوليا، وذلك من خلال الارتكاز على آليات تشغيلية تسمح بالحفاظ على المكاسب.
علاوة على ذلك، سلطت سفيرة المغرب لدى الشيلي الضوء على الإنجازات التي تحققت في مجالات الجهوية المتقدمة، وفصل السلط ، وإحداث المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وتعميم الحماية الاجتماعية، والنموذج التنموي الجديد، موضحة أن الصحراء المغربية استفادت من كل هذه الديناميات على مختلف الأصعدة.
وسلطت السيدة الغالي، بالمناسبة، الضوء على مختلف المشاريع التي توجد في طور الانجاز، والتي من شأنها أن تجعل المغرب فاعلا رائدا على المستوى العالمي، لا سيما فيما يتعلق بالطاقات المتجددة ولوجستيات الموانئ.
وعلى الصعيد الإقليمي، أبرزت السيدة الغالي التزام المغرب لصالح السلام والاندماج الافريقي، وهو ما ترجمته عملية تحرير معبر الكركرات الحدودي قبل أزيد من سنة، والوساطة بين الأطراف الليبية والمشاركة في مختلف بعثات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم.
وحرصت الدبلوماسية على الاشادة بمشاركة المملكة في هذا المعرض الدولي الذي ينظم هذا العام بشكل افتراضي، مشيرة إلى أن المغرب يعد البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي شارك في هذه الدورة.
و.مع/ح.ما