وهدفت هذه الندوة، التي نظمت بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة والشباب والتواصل (قطاع الثقافة) بجهة درعة تافيلالت، مناقشة القضايا المتعلقة براهن الخطاب الشعري، والعلاقة بين ما هو شعري وجمالي.
واعتبر المنظمون أن اختيار ورزازات لاحتضان هذا الحدث يأتي لكونها “المدينة التي ظلت بمثابة استوديو عالمي مفتوح على روائع السينما العالمية، ونموذجا لهذا التقاطع بين شعرية المكان، وسحر الجغرافيا واستحضار الأمكنة والبعد البصري الجمالي”.
وعرفت الندوة مشاركة كل من الناقد السينمائي حميد اتباتو، والباحثة فاطمة الزهراء الوعرابي، والباحث نورالدين بوخصيبي، بحضور ثلة من المثقفين وطلبة المعهد المتخصص في المهن السينمائية والكلية المتعددة التخصصات بورزازات.
وبالمناسبة، أكد محمد أمزيل، المدير الإقليمي للثقافة والشباب والتواصل (قطاع الثقافة) بأقاليم ورزازات زاكورة وتنغير، أن مدينة ورزازات تتميز بمؤهلات ثقافية وسينمائية كثيرة، وبتنوع مجالاتها الإبداعية والفنية في السينما والسياحة.
وأبرز أمزيل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الندوة تطرقت إلى “العلاقة بين الصورة والحرف الجميل التي تعطي لوحة فنية وأدبية، حيث غاص عبرها المشاركون في دهاليز الجمال والفنون”.
من جهته، اعتبر الباحث نور الدين بوخصيبي، أن “الشعر حاضر بقوة لدى مجموعة من السينمائيين كطموح وكحلم”، مشيرا إلى أن نقاد يتحدثون عن بعض السينمائيين باعتبارهم “سينمائيين شعراء” وعن بعض الأفلام باعتبارها “أفلاما شعرية”.
وأضاف بوخصيبي أن هناك “شعراء أعجبوا بالسينما وطورا قصائدهم انطلاقا منها”، وكذا سينمائيين استلهموا الشعر وحاولوا توظيفه بأشكال مختلفة في أعمالهم الفنية، موضحا أن السينما تعرف بكونها “سردية وتعتمد على الحكاية والحكي”، وبالتالي يصعب تحديد علاقة السينما بالشعر دون الاستناد على دراسات أو أبحاث علمية في هذا المجال.
من جانبه، أبرز الأستاذ الجامعي حميد اتباتو، أن “سعي المتدخلين في هذه الندوة إلى اقتراح مداخل لتمرير هذه العلاقة، بدا من رصد التصورات التي فكر فيها رواد النظرية الشكلية، وأطروحة الشكلانيين الروس في المجال السينمائي”.
وذكر أن هذا اللقاء هدف إلى “حصر أوجه الشاعرية في الفيلم السينمائي التي يمكن أن تتحقق من خلال استحضار أشعار معينة أو تجربة شاعر، والتي لا يمكن أن تبنى إلا من خلال تحقيق مستوى رفيع من الانزياح والاشتغال بأدوات التعبير السينمائي كالتكوين والتأطير وبهندسة البعد التشكيلي في اللقطة السينمائية”.
وتطرقت الباحثة فاطمة الزهراء الوعرابي، بدورها، إلى التجلي الشعري في سينما التحريك، متحدثة عن “محاولة إمكانية وجود الشعر في السيناريو، وفي الحركة، وإمكانية استشراف سينما تحريك مغربية توظف شعرا زجليا أو الملحون”
.و م ع /هـ