الكتاب الصادر بفاس عن مركز الأبحاث السيميائية والدراسات الثقافية، ضمن سلسلة “مداخل معرفية وتربوية” يغني التراكم البحثي البيداغوجي الذي يتصل بالكتاب المدرسي المغربي كوسيط محوري في العملية التعليمية والتربوية.
وينطلق أشهبون، المعروف أيضا كناقد متخصص في مجال السرديات، من راهنية وخطورة موقع الكتاب المدرسي في النظام التعليمي التربوي، ساعيا الى مقاربة مجموعة من القضايا التربوية والديداكتيكية ذات الأسئلة الإشكالية والمقلقة في تشخيص أحوال الكتاب المدرسي التي لا يتردد في دق ناقوس الخطر بشأنها.
بعد المقدمة والمدخل، يبسط الباحث مقاربته لقضايا الكتاب المدرسي من خلال أربعة فصول. فقد تتبع في الفصل الأول مسارات ومحطات التأليف المدرسي في النظام التربوي المغربي، وما شابه من صعوبات وعوائق، وقضايا عالقة.
وتوقف في الفصل الثاني عند ما شاب بعض الكتب المدرسية من مثالب واختلالات. أما في الفصل الثالث، فتطرق إلى تدريسية النص القصصي، حيث توقف عند ماهية القصة، ومكوناتها، وتأثيرها، وأهميتها في كل ممارسة قرائية بصفة عامة، وفي تلقي التلميذ خاصة. كما لم يفت الباحث عرض الاختلالات التي سادت في محتويات بعض القصص المدروسة من أجل تجاوزها في المستقبل، دون أن ينسى اقتراح نموذج قصصي منتخب رأى أنه يستجيب لمتطلبات القصة التربوية شكلا ومضمونا.
وخصص الباحث الفصل الرابع لموضوع تدريس الأدب بين النظريات النقدية والمقاربات التعليمية، حيث حاول التوقف عند مواطن الخلل الرئيسة في الدروس المقررة في محور المناهج النقدية، وهي اختلالات ذات أبعاد ديداكتيكية ومعرفية وتربوية، متتبعا أثر هذه الاختلالات على تلقي كل من المتعلم والمدرس.
ويخلص عبد المالك أشهبون الى أن التطورات المتسارعة في مجال التربية والتكوين راهنا، تضع الكتاب المدرسي اليوم أمام تحد كبير، وتملي ضرورة إعادة النظر في محتوياته، وتجديد أدواته ومناهجه وتصوراته، تماشيا مع المستجدات والتحولات التي تعرفها الساحة التربوية، في أفق إنتاج كتاب مدرسي جديد، يتناسب ويتفاعل مع أسئلة المرحلة التاريخية للمتعلم والمدرس.
يذكر أن عبد المالك أشهبون أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتعليم بفاس. وفاز بجائزة ناجي نعمان الأدبية بلبنان برسم 2004 (جائزة الاستحقاق)، كما حصل على جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها السادسة (2020) عن بحثه: “صورة الأنا والآخر في مرايا روايات الهجرة”.
و م ع/هـ