وذكر بلاغ لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب أنه في مواجهة التأثيرات غير المسبوقة لجائحة كورونا على حياة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الزيادة المقلقة في جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، ستعالج الحملة هذه السنة العنف في تعددية وتعقيد مظاهره، وكذلك الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير لوضع حد له.
وفي المغرب، ووفقا للدراسة الاستقصائية حول انتشار العنف ضد النساء والفتيات التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط سنة 2019، فإن ثماني نساء من كل عشرة تعرضن لشكل واحد من العنف على الأقل في حياتهن. وواحدة من كل ثلاث نساء هي ضحية للعنف الجسدي و/أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتها. وتمثل الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة الفئة الأولى من الضحايا.
وفي هذا الصدد، قالت المنسقة المقيمة لمنظومة الأمم المتحدة الإنمائية بالمغرب، السيدة سيلفيا لوبيز-إيكرا: “تستدعي الزيادة المقلقة لحالات العنف ضد النساء والفتيات خلال جائحة كوفيد-19 يقظتنا للحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها بعناء ومضاعفة جهودنا لإنهاء هذه الظاهرة”، مشددة على أن “العنف القائم على النوع الاجتماعي ليس حتميا ويمكننا القضاء عليه عبر التحلي بالإرادة وإحداث برامج وسياسات”.
وسيتم تنظيم أنشطة خلال هذه الأيام الستة عشر، من 25 نونبر إلى 10 دجنبر، بغية تعبئة أكبر وتعزيز الدعوة والإدلاء بمعلومات حول الخدمات المتاحة وتبادل المعرفة والابتكارات في مكافحة العنف ضد النساء والفتيات.
وفي هذا الإطار، يضيف المصدر ذاته، سيتم تطوير أدوات تواصل تعليمية من أجل التوعية ونشرها عبر الصفحات الرئيسية ومواقع التواصل الإجتماعي التابعة للشركاء المؤسساتيين، بالإضافة إلي منظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة. كما سيتم بثها عبر قنوات الشركاء الإعلاميين من صحافة مكتوبة ومرئية وسمعية.
وعلى غرار السنوات السابقة، سيكون اللون البرتقالي هو العلامة الموحدة لجميع الأنشطة حيث ستتم إضاءة المباني والمعالم الأثرية باللون البرتقالي كدليل على الالتزام بإنهاء العنف ضد النساء والفتيات. وستنضم منظومة الأمم المتحدة وشركاؤها، طيلة الأيام الـ 16، إلى عملية “لون العالم برتقاليا” لتعزيز التعبئة من أجل مكافحة العنف ضد النساء والفتيات.
ومنذ سنة 2008، تنظم الحملة العالمية “16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي” يوم 25 نونبر الذي يصادف اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء، لتستمر حتى يوم العاشر من دجنبر الذي يتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتعمل هذه الحملة، التي يتم تنظيمها بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، على تعبئة المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ومؤسسات القطاع الخاص والقطاعات الأكاديمية، بالإضافة إلى التمثيليات الدبلوماسية ووكالات التعاون الدولي، بشراكة مع منظومة الأمم المتحدة بالمغرب، للتحسيس والتوعية بهذه الظاهرة التي تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان.
وذكر البلاغ بأن نسخة 2020 شهدت، على الخصوص، مشاركة المديرية العامة للأمن الوطني، والبرلمان، وجسر محمد السادس المعلق، ومحطة القطار الرباط-أڭدال، ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، كدليل على التزام هذه المؤسسات بالضرورة الملحة للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات.
و م ع/هـ