ووفقا لجريدة “الوطن” المصرية فإن الفنان أحمد زكي في أيامه الأخيرة فقد بصره لحظة وقوفه على خشبة مسرح مدرسة السعيدية، ويقول الدكتور ياسر عبد القادر رفيق أيامه الأخيرة: “أثناء تصوير آخر لقطة من فيلم حليم، لحظتها كان يودع الجماهير ويلوّح بيده وأخبرني أنه لا يرى سوى الظلام ولم يكن أحد يعلم بالأمر لمدة 10 أيام كاملة، وتظاهر خلالها بعكس ذلك”.
وقال زكي وقتها “يا ياسر أنا مش شايف حاجة”، وهذه الجملة التي وقعت على صديقه وطبيبه كالصاعقة ليقترب منه على خشبة المسرح، ثم أخذ بيده إلى خارج المكان للتأكد من صحة الأمر، وتبين أنه حدث نتيجة تعرضه لوعكة شديدة، فطلب أحمد زكي من صديقه ألا يبوح بالأمر: “ساعتها اتعامل مع الناس بشكل طبيعي كإنه بيشوف وكان بيلبس نضارة وبيمسك جورنال كأنه بيقراه”.
يؤكد الدكتور ياسر عبد القادر، أن الفنان أحمد زكي ظل 10 أيام يخفي الأمر وابتعد خلالها عن الأنظار، حتى التقى به الدكتور الراحل أسامة الباز، المستشار السياسى للرئيس السابق محمد حسنى مبارك.
وخلال حديثهما كان الراحل أحمد زكي يوجه أنظاره ناحية صوته ما يشير إلى فقدانه الرؤية، ولحظتها كان الأول قد انتهى من حديثه، وعندما تحرك الباز استكمل الفنان الراحل الحديث ولم يعلم أنه لم يعد يقف أمامه في هذه الأثناء، ويصف طبيب الفنان الراحل هذا الموقف قائلا: “رأيت دموعه تنهمر من عينيه إذ أدرك الموقف وسألني، هو الأستاذ أحمد فقد بصره؟”.
وبينما كان الفنان وصديقه يعيشان أجواء حياة فيلم العندليب، كان أحمد زكي يشعر باقتراب وفاته وفي إحدى جلساتهما بفندق رمسيس هيلتون، الذي كان يقيم فيه الأخير، سارع ناحية الأريكة وبسط جسده عليها ومثّل أمامه مشهدا تخيليا كاملا مع ملك الموت، إذ بدأه بالتحدث معه عن اللحظات التي سيقبض فيها روحه ثم وقف وعاد مرة أخرى وجلس وقال له: “أنا هنزل أجهز العزا بتاعي في الحامدية الشاذلية”، يقول صديقه: “نظرا لعبقريته شعرت أنه يحتضر وقتها، وأن ملك الموت زار المكان في لحظة، وغادرنا وكأن المشهد لم يكن تمثيليًا على الإطلاق”.
المصدر: الوطن