جاء ذلك خلال أشغال جلسة خاصة في إطار المنتدى الإقليمي العربي الخامس للحد من مخاطر الكوارث، الذي تنظمه وزارة الداخلية ومكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث، وجامعة الدول العربية، عبر تقنية المناظرة المرئية، وتناولت موضوع “الحد من مخاطر الكوارث في قطاع الصحة في فترة ما بعد جائحة كورونا”.
وأوضح الخبراء أن للكوارث الطبيعية تأثيرا كبيرا على كافة القطاعات الحيوية لاسيما القطاع الصحي، كما أن تداعياتها متعددة الأبعاد، “مما يستدعي إدماج الحد من المخاطر الكوارث الطبيعية في السياسات الوطنية للدول”.
وفي هذا الصدد، دعا الاستشاري الإقليمي بمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في المكتب الإقليمي للبلدان العربية، هشام حسن علي دينار، إلى دمج خطر الكوارث في التعليم الصحي لتعزيز قدرة العاملين الصحيين في هذا المجال، مشددا على أهمية وضع خطط محلية منسقة للاستجابة بشكل فعال للمخاطر الصحية، وتشجيع الامثتال للتدابير من خلال التواصل بشأن الأزمات والمخاطر، ومشاركة المجتمعات المحلية في التعامل مع آثار الجائحة.
من جهته، قال الخبير الأردني في مجال الحد من مخاطر الكوارث بالمكتب العربي للحد من مخاطر الكوارث في الدول العربية، مروان بدر السميعات، إن أزمة جائحة كوفيد-19 أثرت بشكل كبير على تفعيل مقتضيات الاسترتيجية الوطنية للحد من المخاطر ببلاده.
وشدد المتحدث في هذا الصدد على ضرورة تطوير إنذار مبكر مناسب للأخطار البيولوجية ودمجه ضمن أنظمة الإنذار المبكر الحالية للأخطار الطبيعية، مع وضع استرتيجيات تكييفية بالنظر لأن الأوبئة والجائحات غالبا ما تكون طويلة الأمد.
من جانبها، أكدت مديرة برنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية بمنظمة الصحة العالمية، داليا سمهوري، على أهمية إشراك كل القطاعات المجتمعية والنهوض بالمناصفة بين الجنسين، وتعزيز دور القطاع الخاص الذي ساعد الحكومات في كثير من الدول على تقليص تداعيات جائحة كوفيد- 19.
من جهته، قال مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بجامعة الدول العربية، سعيد الحاضي، إن جائحة كورونا تفرض وضع خطة استراتيجية غير مسبوقة لمواجهة الوضع الجديد ومراجعة السياسة الصحية ككل، سيما وأنها أظهرت نوعا من الهشاشة، ليس في العالم العربي وحسب، وإنما في جل دول العالم.
وأشار السيد الحاضي إلى إنه منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية في العالم، بادرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى اتخاذ حزمة من القرارات، بهدف حث الدول الأعضاء على زيادة الإنفاق على النظم الصحية لتلبية الاحتياجات الملحة، ومعالجة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، مع الحرص على تكثيف التنسيق مع الدول العربية لمساعدة الفئات الأشد فقرا وهشاشة.
وينظم المنتدى الإقليمي العربي الخامس للحد من مخاطر الكوارث، إلى غاية 11 نونبر الجاري. ويعرف هذا المنتدى مشاركة ممثلي الدول العربية ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حكومية متخصصة عربية ودولية ومنظمات غير حكومية وأوساط أكاديمية، فضلا عن شركاء وممثلي المجتمع المدني ومجموعات أصحاب المصلحة ووسائل الإعلام.
ويشكل هذا المنتدى فرصة للدول العربية للإعلان عن التزامات متزايدة لتعزيز الاهتمام بالاستثمارات المعنية بالمخاطر وإبراز التقدم المحرز في الاستراتيجيات والإنجازات الإقليمية والوطنية والمحلية بما يتماشى مع إطار (سنداي) والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث 2030.
و م ع/هـ