وقال السيد العثماني، الذي حل ضیفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، لمناقشة موضوع “حزب العدالة والتنمية وانتخابات 2021.. هل دقت ساعة تقديم الحصيلة؟”، إن المغرب يتوفر اليوم على أرضية صلبة قائمة على برامج محددة ومسطرة ورؤية واضحة لبناء الحاضر والمستقبل، مبرزا في هذا الصدد، أنه “تم اعتماد، لأول مرة، أربعة قوانين إطار تهم مجالات التعليم، والتغطية الصحية، والإصلاح الضريبي، وإصلاح المؤسسات والمقاولات العمومية”.
وشدد، في هذا السياق، على ضرورة مواصلة هذا “البناء المستقبلي”، مستعرضا مجموعة من الإصلاحات التي أطلقتها الحكومة من قبيل إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، وتنزيل ورش اللاتمركز الإداري، وتبسيط المساطر والإجراءات الإدارية، لافتا إلى أن الحكومة حرصت على توجيه برامجها ، بالأساس، لصالح الفئات الهشة والطبقة المتوسطة من خلال رفع الميزانيات المخصصة لها وتوسيع نسبة المستفيدين.
كما تطرق السيد العثماني، في معرض حديثه عن الإنجازات التي حققتها الحكومة، إلى برنامج تعميم التعليم الأولي الذي “أصبح يسجل معدل تمدرس يصل إلى 72 في المائة”، وكذا إحداث أربع كليات للطب ومراكز استشفائية لتوسيع إمكانية تكوين مزيد من الأطر الطبية في المملكة.
وسجل السيد العثماني أن حصيلة الحكومة كانت “مشرفة”، على الرغم من أن هناك أمورا كثيرة بحاجة إلى مواصلة تعبئة الجهود، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل.
وبخصوص تدبير جائحة كوفيد-19 ومواجهة تداعياتها، أكد السيد العثماني أن الظرفية الراهنة “صعبة” وتشكل تحديا لجميع الدول عبر العالم، مشيرا إلى أنه في الآونة الأخيرة، تم تسجيل تصاعد في حالات الإصابة، وخصوصا في عدد الحالات الحرجة والوفيات، وكذا نسبة الملء في أسرة الإنعاش ببعض المدن.
وقال إن المغرب بصدد مواجهة “تحد جديد” جعل الحكومة تتخذ أمس الاثنين مجموعة من القرارات التي ستدخل اليوم حيز التنفيذ، بهدف حماية المواطنين والمواطنات “في هذه الظرفية العصيبة، خصوصا في ظل تفشي متحور (دلتا) سريع الانتشار”.
وشدد السيد العثماني على أن هذه الإجراءات “ضرورية” وتبقى مؤقتة في أفق السيطرة على تفشي الفيروس من خلال توسيع حملة التلقيح للاقتراب من تحقيق المناعة الجماعية للعودة إلى الحياة الطبيعية، داعيا المواطنين إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتحلي بروح المسؤولية الفردية والجماعية.
وقال السيد العثماني إن الحكومة تعول على وعي وذكاء المغاربة الذين انخرطوا “بكثافة” في حملة التلقيح الوطنية، مسجلا أن عدد المستفيدين من التلقيح بالمملكة يشكل ثلثي مجموع الملقحين في إفريقيا برمتها.
وفي هذا الصدد، لفت السيد العثماني إلى أن بعض “النواقص” التي قد تشوب حملة التلقيح لا يجب أن تغطي على المكتسبات المحققة، داعيا إلى “تثمين الإنجازات وتفادي التبخيس لإنصاف المغرب في كل ما يبذل من جهد لمواجهة الوباء”.
وذكر، في هذا السياق، بـ “الفعالية العالية والرؤية الاستباقية والاستشرافية والقرارات الحاسمة والمهمة التي اتخذها المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قصد السيطرة على الوباء وتلبية الاحتياجات الضرورية للمواطنين”، مستعرضا بعض “قصص النجاح” التي كتبتها المملكة في تدبير الجائحة؛ بدء من إنتاج وتصدير الكمامات وصولا إلى الحصول على اللقاحات في ظل المنافسة الدولية الشرسة وقلة العرض أمام الطلب.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لبحث مختلف القضایا السیاسیة والحزبیة الراهنة في أفق تنظیم الانتخابات العامة التي ستشهدها المملكة هذه السنة.
ویعرف ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، الذي یعد فضاء للنقاش حول المواضیع الراهنة في مجالات السیاسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع، مشاركة ممثلي السلطات العمومیة وشخصیات من مختلف الآفاق، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام الذين تمت دعوتهم.
و.مع/ح.ما