وأوضح الجامعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المغرب قام، بالنسبة لجلالة الملك، بخيار استراتيجي للتعاون الإقليمي، والاستقرار والأمن المشترك بين البلدين”، مشيرا إلى أن جلالته أعلن بوضوح، أن المغرب بلد السلم والاستقرار، ولن يكون أبدا، عنصرا لزعزعة الاستقرار بالنسبة لجيرانه.
وتابع أن جلالة الملك، وبلغة دبلوماسية وإنسانية، توجه مباشرة إلى الرئيس الجزائري، وتطرق إلى روابط الجوار والثقافة والمصير المشترك، وطلب جلالته من الرئيس الجزائري فتح صفحة جديدة والكف عن العودة إلى الماضي. وأشار إلى أن جلالة الملك يرى أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر منذ عقود، لا يخدم أحدا، خاصة وأن الشعبين تربطهما أواصر الجغرافيا والتاريخ.
وأكد الجامعي أن اليد الممدودة للمغرب ليست وليدة اليوم، فهي ثابتة في الدبلوماسية المغربية على الدوام، مضيفا أن “انخراط الجزائر في هذه الدينامية يعد ضروريا للخروج من عقلية الحرب الباردة التي تجاوزها المغرب، ومازالت للأسف أقلية جزائرية حبيسة لها”.
وأشار إلى أن الخطاب الملكي تطرق أيضا، إلى الرمزية الخاصة التي يكتسيها عيد العرش في التاريخ السياسي والديني للمغرب، على اعتبار أنه يكرس للروابط المقدسة المنسوجة حول البيعة بين الدولة العلوية والشعب المغربي.
وبهذه المناسبة، شدد جلالة الملك على التلاحم الروحي الذي وحد مكونات الأمة المغربية على الدوام، وكذا الإجماع الوطني الذي يعد ضامنا للتماسك الوطني الغائب في عدد من الدول عبر العالم. وخلص الجامعي إلى أنه “في الوقت الذي تسعى فيه دول الجوار الأخرى إلى إعادة بناء شرعيتها السياسية على أسس جديدة غير يقينية، يعمل المغرب على ترسيخ الشرعية الكاريزمية لمؤسساته السياسية وإطلاقها ضمن مشاريع اقتصادية كبرى تفضي إلى التنمية والتقدم لمجموع الطبقات الاجتماعية المغربية”.
و.مع/ح.ما