وسيمكن هذا المركز، الذي يقع على مساحة إجمالية تصل إلى 250 متر مربع، من استقبال 20 إلى 30 طفلا يوميا، إذ يتناوب على إجراء الفحوصات لفائدة الأطفال الذين يستقبلهم طاقم طبي متعدد الاختصاصات، خاصة الأنف والأذن والحنجرة، والعيون، والطب النفسي، وصعوبات التعلم (القراءة، الكتابة)، والعلاج الحس حركي. وبهذه المناسبة، أوضح الدكتور وديع بناني، اختصاصي في طب الأطفال والخدج والإنعاش الطبي عند الولادة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المركز يستقبل كافة الأطفال، ولا يقتصر على القادمين من جمعية قطرة الحليب، مضيفا أنه يعمل على علاج مجموعة من صعوبات التعلم لدى الأطفال، خاصة ما يتعلق منها بحركية الأطفال وضعف القدرة على التركيز، والتي تؤثر سلبا على نتائجهم الدراسية.
وتابع بناني، الذي هو أيضا طبيب متطوع بجمعية قطرة حليب لأزيد من 25 سنة، أن المركز يعمل على مواكبة الأطفال، المتوافدين عليه، وإخضاعهم لفحوصات من قبل الأخصائيين لمراقبة السمع والنظر والنطق، موضحا أن هذه المواكبة تهدف إلى تخفيف العبء عن الآباء، لأن التكفل بهذه الحالات يتطلب جهدا ونفسا طويلا، وذلك لتتبع العلاج من البداية إلى أن يستطيع الطفل متابعة دراسته بشكل عادي.
ومن جانبه، أكد الدكتور شكيب الخطابي، نائب رئيس جمعية قطرة الحليب، أن افتتاح هذا المركز الجديد يأتي بعد أن أصبح مركز جمعية الحليب غير قادر على تلبية كافة طلبات المتوافدين عليه، فضلا عن أن المواعيد التي أصبح يقدمها لا ترقى إلى المستوى المطلوب. كما يأتي لتخفيف الضغط على المركز الرئيسي، من أجل التكفل بأكبر عدد من الأطفال الذي يعانون من مشاكل صحية.
وأشار الخطابي، الذي هو أيضا طبيب أطفال، إلى أن خدمات المركز الجديد، الذي افتتحته جمعية قطرة الحليب بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في متناول كل الفئات الشعبية ومقابل ثمن رمزي. وبخصوص أهمية الخدمات التي سيقدمها هذا المركز ، أبرز رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية ورئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص مولاي السعيد عفيف، في تصريح مماثل، إلى أن هذا المركز الجديد جاء لتكملة أنشطة جمعية قطرة الحليب، مضيفا أن الحاجة للاستشفاء تسبق الحاجة إلى الاستشارة، التي سيوفرها المركز الجديد وسيساعد بها سواء بالنسبة للأمراض العضوية للأطفال أو الأمراض النفسية، لاسيما أن هناك نقصا حادا بالنسبة للاستشارة في الأمراض النفسية عند الأطفال، والتي تفاقمت حدتها مع ظهور فيروس كوفي-19.
وذكر أن الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص تربطها شراكة مع جمعية قطرة الحليب منذ عدة سنوات، موضحا أنه بالنسبة لجهة كبيرة كالدار البيضاء، وفي ظل غياب اكتفاء ذاتي من حيث عدد الأسرة المخصصة للأطفال الخدج الذين يولدون قبل موعدهم، فإن جمعية قطرة الحليب تساهم في التخفيف من حدة هذا الخصاص.
حضر حفل الافتتاح على الخصوص عامل عمالة مقاطعات آنفا السيد عزيز دادس، والمديرة الجهوية لوزارة الصحة بجهة الدار البيضاء – سطات السيدة نبيلة ارميلي، إلى جانب مجموعة من مهنيي قطاع الصحة بالمدينة.
الحدث. و م ع