فإذا كان المكتب اعتاد المشاركة في مختلف المعارض العالمية الكبرى المماثلة، إلا أن هذه التظاهرة اكتست هذه المرة طابعا خاصا وإستراتيجيا لكونها أول حدث حضوري للسفر والسياحة في العالم منذ بداية ظهور جائحة “كورونا” و أكبر ملتقى للسفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط.
كما تكمن أهمية هذه المشاركة في كون المعرض يحظى بمشاركة 1300 عارض يمثلون 62 بلدا ،كما أن معاملاته تدر ما يربو عن 220 مليار درهم إماراتي.
وعلى غرار السنوات الماضية ، بادر المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى إقامة جناح بالمعرض يمتد على مساحة 220 متر مربع ،خصص لتمثيلية المغرب ووجهاته السياحية. علاوة على مؤسسات فندقية ووكالات أسفار مغربية عبر تصور حضوري ورقمي مبتكر، يزاوج بين حضور البعض ومشاركة البعض الآخر عبر المنظومة الرقمية.
الجناح المغربي، الذي تميز بتصميم يجمع بين الأصالة والحداثة ، ظل طيلة مدة المعرض قبلة للزوار والمهنيين المشاركين من مختلف بلدان العالم الراغبين في اكتشاف ما تزخر به وجهة المغرب من مميزات ومن مآثر تاريخية وكنوز ثراتية علاوة على مناخ وتضاريس متنوعين.
حضور المغرب في هذا المعرض كان وازنا ايضا من حيث الوفد المشارك الذي ضم على الخصوص المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عادل الفقير، والرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، ومندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة لمنطقة الشرق الاوسط في أبوظبي جهاد شكيب علاوة على ممثلي عدد من المؤسسات الفندقية ووكالات الأسفار المغربية المتمرسة.
وقال الفقير في تصريح بالمناسبة، إن المشاركة المغربية تكتسي أهمية بالغة بهدف ضمان رؤيا واضحة للمغرب لدى المهنيين ونقل رسالة واضحة مفادها أن المملكة تواصل التحضير لاستقبال السياح في أحسن الظروف، ووفق الاحترام والالتزام بالتدابير الصحية، في أفق إعادة انطلاق القطاع.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،قال عثمان لحلو ،مدير عام وكالة أسفار بالدار البيضاء ،إن معرض هذا السنة يكتسي طابعا خاصا لانه يعد أول معرض سياحي ينظم بعد ظهور كورونا ،مشيرا الى أن حضور وكالته تأتي من منطلق تسويق وجهة المغرب وإبراز إشعاع المملكة في الملتقيات العالمية.
واضاف أن الجائحة كانت لها تداعيات على قطاع السياحة “لكن مع ذلك يملؤنا الأمل والتفاؤل ونحرص على إظهار أن المغرب جاهز وعلى استعداد كما كان دائما لاستقبال السياح لأن المؤسسات السياحية اتخذت كافة التدابير الكفيلة بعودة القطاع إلى سابق عهده بل أفضل”.
وسجل أن فترة التوقف خلال الجائحة شكلت مهلة للفاعلين في القطاع السياحي للتفكير في حلول ومنتوجات جديدة وتقديم المغرب بشكل جديد ، مبرزا ان الاقبال على الجناح المغربي كان مميزا طيلة مدة المعرض.
بدورها ، قالت سلوى النجراوي مديرة عمليات وكالة أسفار مقرها في الدار البيضاء ،إن مشاركة هذا العام في معرض دبي للسفر العربي ، شكلت مناسبة للاطلاع على تجارب الدول الأخرى في مجال تسويق منتوجها السياحي في ظل الجائحة التي فرضت على المهنيين الاجتهاد لطمأنة الزوار بأن المغرب اتخذ كل التدابير الصحية الكفيلة بضمان سلامة وصحة السياح سواء في الفنادق او المطاعم او المؤسسات الثقافية وكذا خلال الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
ووصفت الحضور الدولي الواسع للمهنيين في هذا المعرض بمؤشر على أن الأمور بدأت تأخذ مسارها الطبيعي وأن القطاع السياحي بصدد الانتعاش والتعافي، مضيفة أن جائحة كوفيد19 “لم تضعفنا بقدر ما أدت الى تقويتنا ونحن على استعداد لاستقبال السياح في أحسن الظروف”.
معرض “سوق السفر العربي”، الذي انطلق في عام 1994 بمشاركة عدد محدود من الشركات والوجهات، أضحى اليوم موعدا لا محيد عنه للعاملين في صناعة السياحة للالتقاء والتواصل والتفاوض، والقيام بالأعمال التجارية التي تغطي قطاعات وجهات السفر وتقنيات الرحلات، وشركات الخطوط الجوية، والرحلات البحرية، والضيافة.
الحدث. و م ع