Site icon الحدث جريدة ا خبارية

شواطئ الداخلة ملاذ هواة الصيد بالقصبة خلال شهر رمضان

خلال شهر رمضان المبارك، يقضي العديد من هواة الصيد بالقصبة بالداخلة وضواحيها، أوقاتا ممتعة على ضفاف خليج المدينة وشواطئها الممتدة على ساحل المحيط الأطلسي، باعتبارها الملاذ الأمثل لممارسي هذه الهواية.

فإذا كانت الداخلة، المحطة السياحية ذات الموقع الفريد بين الخليج والمحيط، هي الوجهة المفضلة لممارسي مختلف أنواع الرياضات البحرية، فإنها تعد كذلك قبلة لعشاق الصيد بالقصبة، ممن يجدون في مؤهلاتها البحرية فضاء ملائما لممارسة شغفهم المعتاد.

وعلى طول الساحل الأطلسي، لاسيما الشريط البحري الرابط بين منطقتي “تاورطة” و”لاساركا”، يتراءى للمرء منظر طبيعي خلاب تتقاطع فيه أشعة الشمس مع زرقة البحر وهدير الأمواج وحركاتها، ويؤثثه هواة الصيد بالقصبة وهم في تطلع دائم إلى الحصول على صيد وفير يتباهون به أمام أصدقائهم ومعارفهم.

وعلى خلاف من يمارس الصيد بالقصبة كحرفة يقتات منها لمعيشه اليومي، يتوخى الصياد الهاوي من هذا النشاط تمضية الوقت والترويح عن النفس وتكسير الروتين اليومي، كما يمني النفس باصطياد سمكة أو اثتنتين قبل أن يقفل عائدا إلى منزله مع اقتراب أذان المغرب.

وإذا كان البعض منهم يأتي إلى البحر بهدف التمتع بطبيعة المكان وجماليته وممارسة هوايته المفضلة، فإن البعض الآخر يأتي طلبا للسكينة وراحة البال وهربا من ضوضاء المدينة وزحمتها وأصوات منبهات السيارات والدراجات في الطرقات وصياح الباعة الذي يتعالى في الأسواق، خاصة خلال النصف الثاني من نهار رمضان، حيث يتزايد النشاط التجاري.

فخلال شهر رمضان الأبرك، يتزايد عدد هواة الصيد بالقصبة بشكل لافت، فرادى أو جماعات، ممن يقصدون عددا من المواقع البحرية، سواء على ضفة خليج الداخلة أو بين الصخور المطلة على المحيط الأطلسي، لقضاء سويعات ممتعة وعيونهم تقتفي أثر كل اهتزاز في الخيط وكل حركة تصدر عن المياه، عساها تكون صيدا ثمينا يخفف تعب الانتظار ويجازي قوة التحمل.

يقول محمد علي أكماش، الصياد الهاوي، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “نتواجد في شاطئ لاساركا، جنوب مدينة الداخلة، حيث يفضل العديد من المواطنين، من موظفين وأطر ومستخدمين، خلال الأيام العادية ونهايات الأسبوع، ممارسة هذه الهواية المفضلة بالنسبة لهم، والتي تمنحهم نفسا جديدا لاستقبال أسبوع من العمل”.

وأوضح  أكماش، وهو رئيس جمعية هواة ومحترفي الصيد بالقصبة في جهة الداخلة – وادي الذهب، أنه “خلال الشهر الفضيل، يميل المولعون بهواية الصيد بالقصبة عادة، بحكم ظروف العمل أو الدراسة، إلى التوافد بكثافة على الشواطئ لممارستهم هوايتهم، خلال الحيز الزمني الممتد من فترة ما بعد صلاة الظهر إلى فترة ما قبل أذان المغرب”.

وفي هذا الصدد، أشار  أكماش إلى أن الأماكن الملائمة لممارسة الصيد بالقصبة في الداخلة وضواحيها تتركز، على الخصوص، في شواطئ خلابة مثل “بلايا لاخيرا” و”جرف لحمام” و”لاساركا” و”أم البوير” و”تمايا” و”العين البيضا”، والتي تزخر بأنواع متنوعة من الأسماك خاصة “الكوربين” و”اللولو” و”الشرغو” و”الحنبل” وغيرها.

وأكد، من جهة أخرى، أن جمعية هواة ومحترفي الصيد بالقصبة نظمت، في سياق مواكبتها وتأطيرها لهذه الهواية الممتعة، دورة تكوينية لفائدة التلاميذ، تم خلالها تلقين الناشئة مبادئ وتقنيات الصيد بالقصبة من طرف مؤطرين في هذا المجال، وذلك بتعاون مع جمعية الداخلة للسياحة البيئية.

وفي تصريح مماثل، عبّر سيدي أحمد هدات، الصياد الهاوي، عن عشقه وشغفه الكبيرين بالصيد بالقصبة، الهواية الذي يمارسها بانتظام على جنبات عدد من شواطئ الداخلة وضواحيها، شأنه في ذلك شأن الكثير من سكان لؤلؤة وادي الذهب.

وأضاف أن “روعة المكان تمنحنا أجواء ملائمة لقضاء أوقات ممتعة وهادئة قبالة المحيط الأطلسي، حيث تتيح لنا هواية الصيد بالقصبة فرصة تكوين صداقات جديدة مع أفراد لهم نفس العشق، وتبادل الأفكار والخبرات في مجال الصيد وباقي مناحي الحياة”.

وتابع “خلال شهر رمضان، يكون للصيد بالقصبة طعم خاص بحيث يتم اصطياد السمك والاستمتاع في الوقت ذاته بمنظر تلاطم الأمواج بالصخور وطيور النورس وهي تحلق في السماء، مما ينعكس إيجابا على الراحة النفسية للصياد وهو عائد إلى منزله قبيل الإفطار، ولو لم يكن محملا بالسمك”.

وتظل الداخلة، عاصمة إقليم وادي الذهب والقطب السياحي والاقتصادي الصاعد، فضاء بحريا خلابا ووجهة مفضلة لمرتادي الشواطئ، من عشاق الصيد بالقصبة وممارسي باقي الرياضات البحرية، مما يساهم في إشعاعها السياحي وتثمين مؤهلاتها الطبيعية والإيكولوجية على الصعيدين الوطني والدولي.

الحدث. و م ع